[ متظاهرون عراقيون في الناصرية ]
سقط عشرات القتلى والجرحى من المتظاهرين جنوب العراق، في أحد أكثر الأيام دموية منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية في البلاد. وعلى إثر ذلك قرر رئيس الوزراء عادل عبد المهدي بصفته القائد العام للقوات المسلحة تنحية رئيس خلية الأزمة بمحافظة ذي قار الفريق جميل الشمري.
ووفقا للأنباء الواردة من الجنوب فقد قتل ما لا يقل عن 22 متظاهرا في مدينة الناصرية (مركز محافظة ذي قار) وأصيب عشرات آخرون اليوم الخميس، عندما عمدت قوات الأمن إلى تفريق المتظاهرين الذين تجمعوا وسط المدينة قبيل الفجر.
وقالت مصادر إن قوات الأمن أطلقت الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع لإجبار المتظاهرين على فتح جسري النصر والزيتون بمركز المدينة، وكان المحتجون أغلقوا أمس الجسرين أمام حركة السير.
ووفق مصادر محلية أحرق متظاهرون غاضبون مقرا عسكريا تابعا لقيادة عمليات الناصرية بمنطقة الشامية وسط المدينة.
تنحية الفريق
ومع ارتفاع أعداد القتلى، قال التلفزيون العراقي إن رئيس الوزراء -بصفته القائد العام للقوات المسلحة- قرر سحب الفريق الشمري من القيادة العسكرية في ذي قار.
وكان الجيش قد أعلن في بيان صباح اليوم أن السلطات شكلت "خلايا أزمة" بمحافظات عدة في محاولة لاستعادة النظام.
وجاء في البيان "تم تشكيل خلايا أزمة برئاسة السادة المحافظين" وتقرر "تكليف بعض القيادات العسكرية ليكونوا أعضاء في خلايا الأزمة لتتولى القيادة والسيطرة على كافة الأجهزة الأمنية والعسكرية في المحافظات ولمساعدة السادة المحافظين في أداء مهامهم".
التدخل العسكري
وقال مدير مكتب الجزيرة بالعراق وليد إبراهيم إن قرار نشر القادة العسكريين لم يحظ بقبول واسع على ما يبدو، وإن محافظ ذي قار عادل الدخيلي أوضح للجزيرة أن الفريق الشمري لم يتعاون معه وقرر بشكل فردي المضي بذلك الاتجاه في التعامل مع المتظاهرين.
وكان الدخيلي قال -في اتصال مع الجزيرة- إنه سيقدم استقالته إذا لم تسحب السلطات القيادات العسكرية التي وصلت مؤخرا المحافظة. وأضاف أن حالة القمع التي تجري حاليا ضد المتظاهرين بالناصرية مرفوضة ولا يجوز الاستمرار فيها، وطالب بالتحقيق مع القيادات العسكرية على خلفية التطورات هناك.
وجاء قرار إيفاد القادة العسكريين "لاستعادة النظام" بالمناطق الجنوبية التي تلفها الاحتجاجات، بعد ساعات من إضرام المتظاهرين النار في القنصلية الإيرانية بمدينة النجف جنوبي البلاد.
وفرضت السلطات حظر التجول في النجف ثم الناصرية، لكن ذلك لم يمنع الآلاف من الخروج في جنائز لتشييع القتلى، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.
قتلى في بغداد
وفي الأثناء، تواصلت المواجهات بين قوات الأمن والمتظاهرين في العاصمة حيث قتل أربعة برصاص قوات الأمن التي أطلقت الذخيرة الحية والطلقات المطاطية على المتظاهرين قرب جسر على نهر دجلة، وفقا لوكالة رويترز.
وتوصف الاحتجاجات التي يشهدها البلاد منذ مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي بأنها أصعب تحد تواجهه الطبقة الحاكمة منذ الغزو الأميركي الذي أسقط نظام صدام حسين عام 2003.
وارتفعت أعداد الضحايا بهذه المظاهرات إلى أكثر من 350 قتيلا وآلاف الجرحى وفقا لمصادر عديدة، لكن السلطات لا تصدر إحصاءات واضحة عن الضحايا.