[ استمرار المظاهرات المناهضة للفساد في العراق ]
سقط أربعة قتلى وعشرات الجرحى في صفوف المحتجين مع تجدد المظاهرات ببغداد لليوم الـ14 على التوالي، وتحاول الأمم المتحدة إطلاق وساطة بين المحتجين والحكومة، وما زال تصدير النفط معطلا بجنوب العراق.
وذكرت الشرطة ومصادر طبية أن ما لا يقل عن أربعة محتجين قتلوا وأصيب أكثر من 35 آخرين اليوم الخميس بعدما استخدمت قوات الأمن الذخيرة الحية لتفريق المظاهرات قرب جسر الشهداء بوسط بغداد.
وفي وقت سابق، أفاد مراسل الجزيرة بفتح جسر الشهداء بعد أن تمكن متظاهرون من إغلاقه خلال اليومين الماضيين، في حين لا تزال جسور الجمهورية والسنك والأحرار مغلقة مع انتشار كثيف للأمن.
وأعلن عبد الكريم خلف المتحدث العسكري باسم القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي صدور أوامر من الأخير باعتقال "المخربين الذين يقطعون الطرق وإحالتهم إلى القضاء".
من جهة أخرى، عادت خدمة الإنترنت مجددا إلى العراق صباحا، حيث سبق أن قطعتها السلطات الاثنين الماضي، ثم أعادتها لساعات عدة في اليوم التالي، قبل أن تقطعها تماما على مدى يومين.
وناقش عبد المهدي اليوم موازنة العام الجديد مع حكومته، وتعهد بتوفير اعتمادات مالية تستجيب لمطالب المتظاهرين، كما جدد رفضه تقديم استقالة حكومته إلا بوجود بديل لتجنب الدخول فيما وصفه بالفراغ الدستوري.
في الأثناء، تعقد ممثلة الأمم المتحدة بالعراق جنين بلاسخارت اجتماعا وسط بغداد مع ممثلين عن المتظاهرين، في أول لقاء من نوعه لفتح قنوات حوار بين الحكومة والمتظاهرين، وذلك بعد لقائها أمس الأربعاء رئيس البرلمان محمد الحلبوسي للتوصل إلى وساطة أممية.
وقال مراسل الجزيرة إن الكثير من المحتجين يؤكدون أن تحركهم عفوي وليس منظما، وأن كل من يتواصل مع الوساطة الأممية لا يعتبر ممثلا للشارع.
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم عن "القلق البالغ إزاء ارتفاع عدد الوفيات والإصابات خلال المظاهرات الجارية في العراق"، داعيا لإجراء "تحقيق جاد في جميع أعمال العنف".
كما أدانت وزارة الخارجية الفرنسية أمس "أعمال العنف الخطيرة" في العراق، ودعت في بيان السلطات العراقية إلى فتح "حوار سلمي وديمقراطي"، مذكرة "بحق العراقيين في التظاهر بشكل سلمي".
ميناء أم قصر
وأفادت مصادر في شركة نفط الشمال بأن شحنات النفط الخام -التي تقدر بثلاثين ألف برميل يوميا، والتي تنقل من حقل القيارة بمحافظة نينوى إلى ميناء أم قصر في محافظة البصرة للتصدير- متوقفة منذ ثلاثة أيام بسبب الاحتجاجات.
جاء ذلك بعدما قالت مصادر في قطاعي الأمن والنفط إن العمليات استؤنفت في وقت مبكر من صباح اليوم في ميناء أم قصر ومصفاة الناصرية النفطية اليوم بعد مغادرة محتجين المنطقتين، لكن رويترز نقلت لاحقا عن مسؤولين أن عشرات المحتجين عاودوا إغلاق البوابة الرئيسية للميناء.
وتسبب توقف شاحنات الوقود في أنحاء المنطقة بنقص الوقود في محافظة ذي قار جنوبي العراق، وقال مسؤولون بقطاع النفط إن المصفاة كانت تعمل في الآونة الأخيرة بنحو نصف طاقتها الإنتاجية.
وتقول الحكومة إن قطع الطرق المؤدية إلى كل من شركة نفط الناصرية ومصفاة الشنافية وميناء أم قصر كلف الدولة خسائر تقدر بـ6 مليارات دولار، وأعاق دخول مواد غذائية رئيسية إلى البلاد.