[ التقرير الأممي يوثّق عدم محاكمة السعودية لـ"القحطاني" ]
وثّق تقرير الأمم المتحدة حول جريمة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، عدم محاكمة السلطات السعودية لـ"سعود القحطاني"، المتهم الرئيسي في ارتكاب الجريمة، والمستشار السابق لولي العهد محمد بن سلمان، فضلًا عن شخصيات أخرى كانت ضمن فريق الاغتيال.
وسبق أن أعلنت النيابة العامة السعودية للرأي العالم مثول 11 متهمًا أمام المحكمة بسبب علاقتهم بالجريمة، لأول مرة في 3 يناير/ كانون الثاني الماضي، دون الإفصاح عن أسمائهم.
التقرير الذي أعدته مقررة الأمم المتحدة الخاصة بالإعدام خارج نطاق القضاء أنييس كالامار، ونُشر الأربعاء الماضي، تضمن أسماء هؤلاء المتهمين الـ11 استنادًا إلى معلومات حصلت عليها من مصادر حضرت جلسة المحاكمة في الرياض، وهم كالتالي:
"فهد شبيب البلوي"، و"وليد عبد الله الشهري"، و"تركي مشرف الشهري"، و"ماهر عبد العزيز مطرب"، و"صلاح محمد الطبيقي"، و"منصور عثمان أبا حسين"، و"محمد سعد الزهراني"، و"مصطفى محمد المدني"، و"سيف سعد القحطاني"، و"أحمد محمد عسيري"، و"مفلح شايع المصلح".
هذه الشخصيات، ما عدا "مفلح شايع المصلح" الذي قيل إنه من موظفي في القنصلية السعودية، والنائب السابق لرئيس الاستخبارات السعودي "أحمد عسيري"، هي من ضمن فريق الاغتيال الذي جاء إلى إسطنبول لقتل خاشقجي، والمكون من 15 شخصًا.
سعود القحطاني
ما لفت الانتباه في هذا الصدد، هو عدم وجود اسم سعود القحطاني، المستشار السابق لولي العهد محمد بن سلمان، بين هذه الشخصيات الـ11، على الرغم من أنه المشتبه الرئيسي في الجريمة.
تقارير كثيرة في وسائل الإعلام الدولية، ذكرت بأن القحطاني قال لفريق الإعدام "أحضروا لي رأس هذا الكلب" (يقصد خاشقجي)، وكان على تواصل مباشر مع قائد الفريق في إسطنبول.
وعقب افتضاح الجريمة للرأي العام العالمي، اضطرت السعودية لإقالة القحطاني من منصبه، وفرضت عليه حظر خروج من البلاد.
وأصدرت النيابة العامة الجمهورية في إسطنبول قرارًا بالقبض على القحطاني بتهمة "القتل العمد بدافع وحشي أو عبر التعذيب مع سابق الإصرار والترصد".
القنصل العام و6 أشخاص من فريق الاغتيال خارج نطاق المحاكمة
ومن اللافت أيضًا أن السلطات السعودية لا تحاكم في الرياض القنصل العام السابق محمد العتيبي، المتورط في تخطيط وتنفيذ الجريمة، والذي أجرى تحضيرات من أجل فريق الاغتيال الذي جاء من الرياض قبيل العملية.
وكانت السلطات الأمنية التركية كشفت عن تحركات للعتيبي بين مبنى القنصلية ومنزله خلال عملية قتل خاشقجي، وورد هذا الأمر في تقرير الأمم المتحدة.
ووفقًا للتقرير الأممي، فإن السلطات السعودية لم تحاكم أيضًا كلًا من المشاركين في فريق الاغتيال المكون من 15 شخصًا: "نايف حسن العريفي"، و"عبد العزيز محمد الهوساوي"، و"خالد عايض الطيبي"، و"مشعل سعد البستاني"، و"غالب الحربي"، و"بدر لافي العتيبي".
والأربعاء، نشرت المفوضية الأممية لحقوق الإنسان، تقريرا من 101 صفحة، عن جريمة مقتل خاشقجي عمدا، مؤكدة وجود "أدلة موثوقة" تستوجب التحقيق مع مسؤولين سعوديين كبار، بينهم ولي العهد محمد بن سلمان.
في المقابل، قال وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير، إن بلاده ترفض أي محاولات للمساس بقيادتها في قضية مقتل خاشقجي، أو تداول القضية خارج قضاء المملكة.