[ الثوار واصلوا تواجدهم وسط الخرطوم مطالبين بتسليم السلطة للمدنيين (رويترز) ]
بينما يواصل الثوار احتشادهم وسط الخرطوم مطالبين بتسليم السلطة للمدنيين، قدمت عدة وفود خارجية لتهنئة المجلس العسكري الانتقالي الذي تولى السلطة عقب الإطاحة بالرئيس عمر البشير الخميس الماضي.
ومع أن البشير كان صديقا وفيا للأنظمة في مصر والسعودية والإمارات وروسيا، فإن الدول الأربع سارعت لتأكيد دعمها للمجلس العسكري، وبعثت مسؤولين إلى الخرطوم لتهنئة الحكام الجدد.
وبينما يقضي البشير يومه الأول في سجن كوبر الشهير، حلّ بالخرطوم وفد مصري رفيع المستوى لتأكيد الدعم للمجلس العسكري الانتقالي.
وفي وقت سابق، أجرى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اتصالا برئيس المجلس العسكري الانتقالي السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان.
وأكد متحدث باسم الرئاسة المصرية أن السيسي أكد خلال الاتصال دعم مصر الكامل لأمن واستقرار السودان، "ومساندته لإرادة وخيارات الشعب السوداني في صياغة مستقبل بلاده والحفاظ على مؤسسات الدولة".
وبحسب المتحدث، أعرب السيسي عن استعداد مصر لتقديم كافة سبل الدعم للأشقاء في السودان، مؤكدا حرص مصر الكامل على دعم السودان لتجاوز هذه المرحلة بما يتوافق مع تطلعات الشعب السوداني.
وأضاف أن السيسي استمع إلى تقدير البرهان لتطورات الأوضاع في السودان، وجهود المجلس الانتقالي في التعامل مع الأوضاع الراهنة.
ومن جانبها نقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية أن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف يصل اليوم إلى الخرطوم ويلتقي رئيس المجلس العسكري.
وفي وقت سابق، أفاد المجلس العسكري في بيان بأن البرهان التقى وفدا سعوديا إماراتيا مشتركا رفيع المستوى.
ولم يتم الكشف عن أسماء ولا صفات الشخصيات المكونة للوفد المشترك التي حضرت اللقاء مع الفريق الأول عبد الفتاح البرهان.
علاقات متميزة
وقال المجلس في بيان إن الوفد أعرب عن استعداده لدعم ومساندة السودان وشعبه في هذه المرحلة التاريخية المهمة.
وبعد اللقاء، أشاد رئيس المجلس العسكري بما سماها العلاقات المتميزة بين بلاده وكل من السعودية والإمارات.
كذلك التقى الوفد المشترك بالفريق أول محمد حمدان دقلو حميدتي، وهو نائب رئيس المجلس العسكري وقائد قوات الدعم السريع المنتشرة في الخرطوم.
وبالتوازي مع زيارة الوفد المشترك للخرطوم، التقى الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز مع ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد في الرياض.
يشار إلى أن السودان شريك رئيسي في التحالف العسكري السعودي الإماراتي ضد المتمردين الحوثيين في اليمن، ويقاتل آلاف الجنود السودانيين في صفوف قوات هذا التحالف الذي بدأ عملياته في مارس/آذار 2015.
باقون في اليمن
وأمس الأول، أكد البرهان استمرار مشاركة الجنود السودانيين في الحرب اليمنية "حتى يحقق التحالف أهدافه".
وتشير التقارير إلى أن البرهان كان في السابق يتولى تنسيق إرسال الجنود السودانيين، وأنه على صلات وثيقة بكبار القادة العسكريين في الخليج.
ويوم الأحد الماضي، أكدت الرياض وأبو ظبي دعمهما للمجلس العسكري، وطالبتا بالمحافظة على "الاستقرار"، وتعهدتا بحزمة مساعدات للشعب السوداني.
وفي سياق متصل، استمرت الاعتصامات والحشود الهائلة في وسط الخرطوم للمطالبة باستكمال الثورة وتسليم السلطة للمدنيين.
ونظمت "لجنة أطباء السودان المركزية" و"تنسيقية الكوادر الطبية والصحية" مسيرة من أمام مستشفى الخرطوم نحو مقر قيادة الجيش السوداني.
وردد المشاركون في المسيرة الشعارات التي تنادي بدعم الاعتصام، لتشكيل حكومة مدنية من مكونات الحراك الشعبي.