[ لقاء البشير ببشار الأسد خلال زيارته لسوريا ]
نشر موقع إنتلجينس أونلاين تقريرا كشف فيه عن معلومات جديدة لم يكشف النقاب عنها من قبل بشأن دوافع الزيارة غير المعلنة للرئيس السوداني عمر البشير إلى دمشق ولقائه الرئيس السوري بشار الأسد في 16 ديسمبر الماضي، وهي المرة الأولى التي يقوم فيها زعيم من جامعة الدول العربية بذلك منذ اندلاع الثورة السورية في عام 2011 التي أخمدها بشار الأسد في نهاية المطاف.
ويقول الموقع، ذو المعلومات الاستخبارية، إنه في الوقت الذي يسعى فيه الدبلوماسيون الروس إلى كسر عزلة الأسد من خلال ترتيب زيارات قادة عرب إلى دمشق قد تشمل الرئيس اللبناني ميشال عون ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي، فإن زيارة الرئيس السوداني كانت لهدف آخر. ويؤكد الموقع أن البشير ليس لديه أي نية في العمل كوسيط في إعادة تأهيل الرئيس السوري على عكس ما تناقلته وسائل الإعلام حينها بشأن أسباب الزيارة.
فبعد أن عبر الرئيس السوداني عن التصريحات المعتادة حول الحاجة إلى الوحدة العربية ضد إسرائيل، كان هدف البشير الأساسي، وفقا لمصادر قريبة من الرئاسة السودانية، هو مناقشة التعاون المحتمل مع الروس (الذين نسقوا الزيارة ولم يلتقهم مباشرة) واستكشاف الكيفية التي قد يعملون بها معا في مجال التنقيب، ﻻ ﺳﻴﻤﺎ في ﻗﻄﺎع الماس.
خزائن خاوية
وفي ظل خزائنه الخاوية، يسعى السودان إلى إقامة شراكات مع روسيا في مشاريع تنقيب عن المعادن بما في ذلك اليورانيوم الذي تلهث وراءه روسيا ودول غربية عدة. فقد أشارت بعض الدراسات إلى توفر هذا المعدن الذي يدخل في مجال تصنيع الأسلحة النووية، في مواقع بغرب السودان حيث أصبح الوضع الأمني مشجعا على البدء بمثل هذا النشاط.
وتوجد في السودان العديد من الشركات الروسية التي تعمل في مجال التنقيب عن المعادن بمناطق سودانية مختلفة، خاصة الذهب الذي أصبح مصدر دعم اقتصادي للبلاد بعد انفصال جنوب السودان مما تسبب في فقدان السودان لمعظم إنتاجه النفطي الذي يقترب من 500 ألف برميل يوميا لصالح الدولة الجديدة.
وكانت مصادر سودانية قد تحدثت عن توفر مخزونات تجارية من معادن نفيسة مثل اليورانيوم والماس في إقليم دارفور الذي شهد حربا شرسة أودت بحياة آلاف الأشخاص وفق منظمات دولية وأصبح بسببها الرئيس السوداني مطلوبا لدى المحكمة الجنائية الدولية.
وكانت بعض وسائل الإعلام تحدثت عن تقديم روسيا دعما اقتصاديا لحكومة البشير التي تواجه احتجاجات قوية في الشارع اعتبرت الأقوى منذ توليها السلطة قبل 30 عاما، انطلقت بعد ثلاثة أيام فقط من زيارته القصيرة لدمشق ولا تزال مستمرة وان كانت بوتيرة أقل. لكن الحكومة السودانية نفت حصولها على أي دعم مالي من موسكو التي لم يصدر منها أي تأكيد أو نفي بشأن مثل هذا الدعم.
وكانت زيارة البشير لسوريا قد أثارت العديد من التكهنات عن دوافعها وتوقيتها، كما قوبلت بانتقادات واسعة من المعارضة السورية التي اعتبرتها خطوة ذات بعد إقليمي هدفها تأهيل الأسد وعودته للمشهد السياسي العربي واستعادة مقعده في الجامعة العربية التي طرد منها عام 2011، في حين رحب بها مؤيدو النظام، واعتبروها دليلا على الاعتراف العربي بانتصار الأسد في الحرب.