في الأيام الأولى لحادثة مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وبعد أن بدأت أصابع الاتهام توجه للسعودية، استنكرت دول عربية ما سمته استهداف الرياض، وأصدرت بيانات حاسمة للتضامن معها وتأكيد ثقتها في صدقها وبراءتها.
وبعد اعتراف الرياض بمقتل خاشقجي، عادت الدول ذاتها إلى تأييد موقف السعودية الجديد، بينما التزمت دول عربية أخرى الصمت. بيد أن صحيفة غربية تحدثت سرا مع مسؤولين عرب من أنحاء المنطقة، مما كشف الموقف الحقيقي للعديد من الدول العربية الذي لا تستطيع البوح به في العلن.
فقد ذكرت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية أن دولا عربية تأمل في أن تساهم قضية مقتل الصحفي السعودي البارز جمال خاشقجي في كبح جماح سياسة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والتقليل من المخاطر التي يقود المنطقة إليها.
وعبّر دبلوماسيون من جميع أنحاء المنطقة بشكل سري للصحيفة عن رأيهم بأن الملك سلمان يحتاج إلى تنفيذ مزيد من الضوابط والتوازنات لكبح جماح نجله ولي العهد.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين ومسؤولين عرب كبار قولهم إن مقتل خاشقجي أكد مخاوفهم المبكرة بشأن محمد بن سلمان؛ حيث مثل العملية الأحدث في سلسلة من العمليات السيئة التي زعزعت استقرار المنطقة وهدّدت بتخريب العلاقات مع الولايات المتحدة.
وقال دبلوماسي عربي طلب عدم ذكر اسمه خوفا من الانتقام السعودي "لا تنخدعوا بتأييد بعض الدول التي تحيط بمحمد بن سلمان وتُظهر مدى حبها له، فهم في الحقيقة قلقون، ويخشَون أنه إذا استمر بهذه الطريقة في اتخاذ خطوات سريعة وغير مدروسة تخضع فقط للقوة، فإنه سيدفع المنطقة إلى وضع سيئ جدا".