كتب رئيس تحرير موقع "ميدل إيست آي" ديفد هيرست أن الأخ الأصغر للملك سلمان الأمير أحمد بن عبد العزيز عاد إلى السعودية بعد غياب طويل في لندن لتصعيد التحدي لولي العهد محمد بن سلمان أو إيجاد شخص يستطيع ذلك.
وقال هيرست في تقرير حصري إن الأمير السبعيني، أحد النقاد العلنيين لمحمد بن سلمان، سافر بضمانات أمنية من مسؤولين أميركيين وبريطانيين. وأشار إلى ما قاله مصدر سعودي مقرب من الأمير أحمد للموقع "بأنه وآخرون من الأسرة قد أدركوا أن بن سلمان قد أصبح ساما". وأضاف المصدر أن "الأمير يريد أن يقوم بدور لإحداث هذه التغييرات، مما يعني إما أنه هو نفسه سيلعب دورا رئيسيا في أي ترتيب جديد وإما أنه سيساعد في اختيار بديل لمحمد بن سلمان".
وقال المصدر أيضا إن الأمير عاد "بعد مناقشات مع مسؤولين أميركيين وبريطانيين"، أكدوا له أنهم لن يسمحوا بأن يمسه أذى، وشجعوه على القيام بدور مغتصب السلطة. وعلق هيرست على ذلك بأن الأمير أحمد محمي بحكم منزلته في العائلة المالكة بغض النظر عن الضمانات الغربية.
وأشار الموقع إلى أن الأمير أحمد عقد لقاءات خلال وجوده في لندن مع أعضاء آخرين في الأسرة الحاكمة السعودية الذين يعيشون حاليا خارج المملكة، وأنه استشار أيضا شخصيات داخل المملكة لديهم مخاوف مماثلة، وشجعوه على اغتصاب السلطة من ابن أخيه.
ثلاثة أمراء
وأشار الموقع أيضا إلى وجود ثلاثة أمراء كبار يؤيدون تحرك الأمير أحمد لا يمكن تسميتهم خشية تعرض أمنهم للخطر، وجميعهم في مناصب عليا بالجيش وقوات الأمن. وأضاف أن عودة الأمير أحمد ستزيد الضغط على بن سلمان الواقع في قلب المواجهة بين السعودية وتركيا بعد مقتل خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول.
وذكر هيرست أنه قبل قضية خاشقجي كانت معارضة الأمير أحمد لابن أخيه معروفة للجميع، وأنه عارضه علانية في ثلاث مناسبات. الأولى في صيف 2017 عندما كان شقيق الملك أحد ثلاثة أعضاء في مجلس البيعة، وهي هيئة من كبار العائلة المالكة مكلفين باختيار الخلافة، لمعارضة تعيين بن سلمان وليا للعهد. وأشار إلى أن الأمير أحمد لم يعط بيعة الولاء لابن أخيه عندما عيّن وريثا للملك سلمان.
والمناسبة الثانية عندما توفي عبد الرحمن بن عبد العزيز أخو الأمير أحمد والملك سلمان العام الماضي، حيث لم تعلق سوى صورتين فقط في حفل الاستقبال الذي أقامه الأمير أحمد وكانتا للملك عبد العزيز والملك الحالي. وكانت صورة ولي العهد مفقودة بشكل ملحوظ.
والمناسبة الثالثة كانت الشهر الماضي عندما دنا الأمير أحمد من محتجين يمنيين وبحرينيين خارج منزله في لندن الذين كانوا يصمون آل سعود بأنهم عائلة مجرمين، وقال لهم وقتها إن العائلة برمتها لا تتحمل مسؤولية الحرب في اليمن، بل يتحملها الملك وولي العهد. وقال الأمير أحمد موجها كلامه باللغة العربية "هما مسؤولان عن الجرائم في اليمن. وأخبروا محمد بن سلمان أن يوقف الحرب".
نظير تاريخي
وألمح هيرست إلى أن الأمير أحمد لديه دعم من شخصيات هامة في الأسرة الحاكمة الذين يعتقدون أن ولي العهد بعد قضية خاشقجي أصبح موصوما في الغرب إلى الأبد وأنه سام لسمعة العائلة ككل.
وفي المقابل أشار هيرست إلى وجود اختلاف في الآراء بين المنفيين السعوديين الآخرين في لندن وإسطنبول، حيث يصف البعض الأمير أحمد بأنه شخصية ضعيفة للغاية لإحداث تغيير في المملكة، ويقول آخرون إن لديه دوافع شخصية للتخلص من بن سلمان.
وعلق هيرست بأن السؤال الرئيسي هو ما إذا كان الأمير أحمد سيتمكن من أداء الدور نفسه الذي لعبه الملك فيصل الذي أطاح بأخيه سعود في الانقلاب العائلي الوحيد السابق في عام 1964، ولكن إذا فشل كل شيء فقد يجد نفسه في نظير تاريخي آخر ألا وهو محاولة أحمد شفيق للإطاحة بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في انتخابات مارس/آذار.
فقد شُجع شفيق، الذي كان ينظر إليه على أنه أخطر منافس للسيسي، على العودة إلى مصر بعد مدة نفي في دبي. ولكن بعد عودته تبرأ منه زملاؤه الجنرالات في المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وأجبر على التخلي عن التحدي الرئاسي.