[ إسقاط طائرة روسية في سوريا ]
توعدت روسيا إسرائيل اليوم الثلاثاء بالرد بعدما حملت موسكو تل أبيب مسؤولية إسقاط طائرة تابعة لقواتها الجوية بنيران الدفاعات الجوية السورية، فيما حمّلت تل أبيب كلا من دمشق وطهران وحزب الله اللبناني مسؤولية الحادثة.
فقد قالت موسكو إن أربع طائرات مقاتلة إسرائيلية تسببت مساء الاثنين في إسقاط طائرة استطلاع عسكرية روسية من طراز "إليوشين" على مسافة 35 كيلومترا من الساحل السوري مقابل محافظة اللاذقية غربي سوريا، مما أدى إلى مقتل 15 عسكريا كانوا على متن الطائرة التي كانت متجهة إلى قاعدة حميميم الروسية بريف اللاذقية.
ووصفت وزارة الدفاع الروسية الحادث بالعمل العدواني والاستفزازي، وقالت إنها تحتفظ بحقها في الردّ. ولاحقا قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن بلاده ستتخذ إجراءات سيلاحظها الجميع لتعزيز أمن جنودها في سوريا.
وأضاف بوتين في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره المجري أن ما جرى في الأجواء السورية بالأمس يختلف عما حصل في حادثة إسقاط الطائرة الروسية من قبل مقاتلة تركية.
واعتبر أن إسرائيل لم تتعمد إسقاط الطائرة، لكنه قال إن تحقيقا سيجري لمعرفة كامل الملابسات، مشيرا إلى أن الموقف الروسي إزاء الحادث عبرت عنه وزارة الدفاع الروسية بتنسيق مباشر معه.
وكانت وزارة الدفاع الروسية اتهمت الطيارين الإسرائيليين بأنهم جعلوا من الطائرة "درعا" للتوقي من الدفاعات الجوية السوية التي كانت تحاول استهداف الطائرات الإسرائيلية، لكنها أصابت الطائرة الروسية بصاروخ واحد من طراز "إس 200"، وفق بعض التقارير.
ووفق الرواية التي عرضتها روسيا، فإن إسرائيل أخطرتها بالضربة الجوية في وقت "متأخر جدا"، ولذلك فإنها تتحمل مسؤولية مباشرة عن مقتل العسكريين الروس.
لكن رواية قدمها الجيش الإسرائيلي تفيد أن الطائرات الإسرائيلية التي قصفت أهدافا في اللاذقية كانت داخل المجال الجوي الإسرائيلي حين استُهدفت الطائرة الروسية.
وكانت وسائل إعلام رسمية سورية تحدثت عن تصدي الدفاعات الجوية السورية مساء الاثنين لصواريخ في محافظة اللاذقية وأسقطت بعضها، وقالت مسؤولية بوزارة الصحة السورية إن القصف أوقع عشرة جرحى.
وأقر الجيش الإسرائيلي بأن طائراته قصفت منشأة سورية كانت على وشك نقل أسلحة لحزب الله نيابة عن إيران، لكنه قال إنه عندما أسقطت الطائرة الروسية كانت الطائرات الإسرائيلية "داخل المجال الجوي الإسرائيلي بالفعل".
سيناريوهات الرد
وقد استدعت الخارجية الروسية السفير الإسرئيلي، فيما أبلغ وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو نظيره الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان بالموقف الذي صدر عن وزارة الدفاع الروسية واعتبر أن سقوط الطائرة الروسية كان بسبب تصرف إسرائيلي غير مسؤول.
ولاحقا اليوم أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو محادثة هاتفية تناولت حادثة إسقاط الطائرة الروسية. وخلال المحادثة حمل نتنياهو دمشق مسؤولية الحادثة، وعرض التعاون في التحقيقات الروسية، معبرا في الأثناء عن أسفه لمقتل العسكريين الروس. كما تعهد بالاستمرار في ضرب الأهداف الإيرانية بسوريا.
وقال مدير مكتب الجزيرة في موسكو زاور شاوج إن اجتماعا هاما لقيادة القوات المسلحة الروسية بقيادة وزير الدفاع عقد اليوم تحضيرا لموقف روسي معين ردا على ما وصفته موسكو بالتصرفات الإسرائيلية العدوانية وغير المسؤولة.
وأشار إلى لهجة تصعيدية من قبل موسكو، لكنه أوضح أن الروس لا يتجهون لمواجهة عسكرية مع إسرائيل، وإنما قد يقدمون على خطوات من قبيل حظر الطيران الإسرائيلي فوق سوريا، أو خروج روسيا من الاتفاقات الموقعة مع إسرائيل في ما يتعلق بعدم الاحتكاك والتنسيق، وهو ما يجعل الطيران الإسرائيلي عرضة لمختلف الدفاعات الجوية، بما فيها الدفاعات الروسية في سوريا.
في هذا الإطار، قال رئيس لجنة الأمن والدفاع في مجلس الدوما، القائد السابق لسلاح الطيران الروسي فيكتور بونداريوف، إن حادث إسقاط الطائرة الروسية سيسيء إلى العلاقات الروسية الإسرائيلية في مختلـف المجالات.
ووصف بونداريوف التصرفات الإسرائيلية بأنها غير مسؤولة ومنافقة، وأشار إلى أن روسيا لن تتخذ موقفا مستعجلا غير مدروس، مستبعدا حدوث مواجهة عسكرية مباشرة بين روسيا وإسرائيل.
وكان مصدر دبلوماسي إسرائيلي قال إن إسرائيل تبدي أسفها لحادث إسقاط الطائرة، وأضاف أنها تحمّـل النظام السوري المسؤولية الكاملة، وإن إيران وحزب الله شريكان في إسقاطها.
وقال الجيش الإسرائيلي إن الخط الساخن الذي يتم من خلاله التنسيق عسكريا بين الجانبين الإسرايلي والروسي يعمل، مضيفا أن إسرائيل ستنقل للحكومة الروسية المعلومات الضرورية لفحص الحادث ونتائج التحقيق بخصوصه.