انتقدت دول عربية، قرار الولايات المتحدة وقف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، وأكدت التزامها بدعمها.
وأعرب وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، في تصريح صحفي، عن أسف بلاده للقرار الأمريكي، وأكد استمرار بذل عمّان "كل جهد ممكن" لحشد التأييد الدولي والسياسي والمالية للوكالة الأممية.
وقال، بحسب وكالة الأنباء الرسمية "بترا": "إن الحفاظ على الأونروا يعني احترام حق اللاجئين في العيش بكرامة، وحق أكثر من 500 ألف طفل لاجىء من الذهاب إلى المدارس، إضافة إلى أنه تأكيد عَلى حقهم في العودة والتعويض وفق قرارات الشرعية الدولية".
وحذر الصفدي من "الانعكاسات الخطيرة لعدم تلبية احتياجات الوكالة، وعدم تمكينها من أداء دورها، على الأوضاع الإنسانية للاجئين، وعلى الأمن والاستقرار".
وأوضح أن "حرمان اللاجئين من خدمات الوكالة سيعمق مشاعر اليأس والحرمان، وسيجعل من زيادة التوتر وتفجر الأوضاع خطرًا حقيقيًا".
وشدد الوزير الأردني على أن "ملف اللاجئين الفلسطينيين هو من قضايا الوضع النهائي، تحل على أساس قرارات الشرعية الدولية، وفِي مقدمها القرار 194، ومبادرة السلام العربية".
ولفت إلى أن المملكة دعت لعقد جلسة لوزراء الخارجية العرب، لبحث دعم الأونروا، في 11 سبتمبر/أيلول الجاري، كما ستنظم بالتعاون مع السويد واليابان والاتحاد الأوروبي وتركيا مؤتمرًا على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، الشهر الجاري، لبحث سبل توفير التمويل اللازم للوكالة وتأكيد الدعم السياسي لدورها.
ونوه إلى أن جهود دعم الوكالة أدت منذ بداية العام الجاري إلى جمع نحو 200 مليون دولار، كتمويل إضافي، خفض العجز لهذا العام من نحو 417 مليون دولار إلى 217 مليونًا.
بدوره، أعرب المتحدث باسم الخارجية المصرية، أحمد أبو زيد، في البيان، عن قلق بلاده البالغ إزاء الأوضاع الإنسانية للاجئين الفلسطينيين، لاسيما مع تزايد التضييق على وكالة الأونروا، وعدم تمكينها من الاضطلاع بدورها الهام.
وأشار أبو زيد، إلى أن "القرار الامريكي الأخير جاء في توقيت حرج، تتضافر فيه الجهود الدولية من أجل الحفاظ على وتيرة العمل الإنساني للوكالة".
كما أكد موقف مصر الراسخ تجاه دعم القضية الفلسطينية بشكل عام، وحقوق اللاجئين الفلسطينيين بشكل خاص.
وقال إن القاهرة "حريصة كل الحرص على التواصل مع كافة الأطراف الدولية، خلال الفترة المقبلة، لدعم الأونروا، واتخاذ كل ما هو ضروري للحفاظ على وتيرة العمل الإنساني للوكالة الأممية.
واليوم أيضًا، قال وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش، عبر تويتر، إن "القرار الأمريكي بوقف تمويل الأونروا مؤسف، ويعقد ملف اللاجئين الشائك، ببعديه الإنساني والسياسي".
وتابع قرقاش "لا يسعنا إلا أن نؤكد أن إلتزام الإمارات التاريخي بدعم الأونروا، وعملها الإنساني مستمر".
ومساء أمس الجمعة، أعلنت واشنطن قرارها وقف تقديم المزيد من المساهمات لـ"لأونروا"، مشيرةً إلى تحذيرها سابقًا من أنها "لن تتحمل القسم الكبير من هذا العبء بمفردها"، بعد مساهمتها الأخيرة، بأكثر من 60 مليون دولار، في يناير/كانون الثاني الماضي.
وقال كريس غونيس، المتحدث باسم الوكالة، في سلسلة تغريدات عبر "تويتر"، إثر صدور القرار، إن "الأونروا تعبر عن أسفها الشديد وخيبة أملها" إزاء الخطوة، بعد عقود من الدعم الأمريكي القوي؛ سياسيًا وماليًا.
وأضاف: "ستواصل الأونروا بإصرار أكبر نشاطها بالتعاون مع الشركاء الحاليين والجدد"، دون تفاصيل.
وتعاني الوكالة الأممية من أكبر أزمة مالية في تاريخها، بعد قرار أمريكي، قبل أشهر، بتقليص المساهمة المقدمة لها خلال 2018، إلى نحو 65 مليون دولار، مقارنة بـ365 مليونًا في 2017.