[ رهان السعودية والإمارات على وزير الداخلية التونسي المقال للقيام بانقلاب ]
طفت إلى السطح مجددا زيارات وزير الداخلية التونسي المقال لطفي براهم الأخيرة إلى السعودية والتي أثارت موجة من الجدل في حينها، وذلك على خلفية إقالته من رئيس الحكومة يوسف الشاهد.
الناشط والمحلل السياسي التونسي جوهر بن مبارك أكد بأن السعودية والإمارات كانا يريدان دورا سياسيا للوزير المقال لطفي براهم، لافتا إلى أن زيارة الأخير للسعودية مؤخرا هي زيارة سياسية ولم تكن أمنية.
وأشار بن مبارك إلى أن علاقة براهم توترت مع رئيس الحكومة يوسف الشاهد بعد عودته من السعودية مباشرة على متن طائرة خاصة لأنه لم يكن على علم بالزيارة ولم يكن مطلعا على فحوى المحادثات التي جرت في السعودية.
وكان رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد، قد أعلن مساء الأربعاء الماضي، إقالة وزير الداخلية لطفي براهم، وتكليف وزير العدل غازي الجريبي بتولّي تسيير الوزارة بالنيابة.
ويأتي قرار إقالة وزير الداخلية التونسي مباشرة بعد واقعة غرق زورق مهاجرين، نهاية الأسبوع الماضي، أسفر عن وفاة 66 مهاجراً على الأقل، إضافة لفشله في تنفيذ أمر رئيس الحكومة بإيقاف وزير الداخلية الأسبق ناجم الغرسلّي في ظرف 48 ساعة (ابتداء من يوم السبت 2 يونيو الجاري).
وقبل إقالته بساعات قليلة، أقال براهم 10 مسؤولين أمنيين على خلفية غرق مركب المهاجرين، إلا أن ذلك لم يشفع له في ظلّ توتّر علاقاته مع رئيس الحكومة، الذي كان قد انتقد “عدم انتباه” القوات الأمنية لتجمُّع نحو 180 مهاجراً أبحروا في مركب متهالك، واجتازوا الحدود البحرية للبلاد باتجاه إيطاليا.
وشغل لطفي براهم قبل تولّيه منصب وزير الداخلية، منصب قائد للحرس الوطني ومناصب أمنيّة أخرى حسّاسة، ويُعتبر- بحسب مراقبين- أحد أكثر وزراء الداخلية جدلاً بعد ثورة 14 يناير، نظراً للغموض الكبير الذي يحيطه الرجل بنفسه، وتحرّكاته المثيرة للاهتمام داخليّاً وخارجيّاً.