[ من تظاهرات الأردن الليلية ]
كشفت مصادر دبلوماسية عربية النقاب عن مسودة جديدة لخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتسوية القضية الفلسطينية والمعروفة إعلاميا بـ"صفقة القرن"، عكف جاريد كوشنر، مستشار ترامب وزوج ابنته، على صياغتها، قبل الإعلان عن الخطوط العريضة للصفقة في وقت قريب.
في هذا السياق، أفادت مصادر لـ"العربي الجديد"، بأن "هناك أزمة حقيقية بين عدد من الأطراف العربية، بسبب المسوّدة، في وقت تتمسك فيه الأردن بإدخال تعديلات واضحة على الخطة الأميركية التي سيتم الإعلان عن خطوطها العريضة قريباً، والمتعلقة بالإشراف الأردني على المقدسات في القدس المحتلة، والمدينة القديمة".
وأضافت المصادر أن "ما تسبب في أزمة أطرافها أميركا والسعودية والإمارات من جهة، والأردن والسلطة الفلسطينية من جهة أخرى، هو تبنّي كل من أبوظبي والرياض، موقفاً مخالفاً للموقف الأردني، ومرحّباً في الوقت ذاته بتصورات كوشنر، ومساعد الرئيس الأميركي جيسون غرينبلات، الذي التقى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، أخيراً، بشكل غير معلن. وهو ما وضع الأردن في مأزق مع الولايات المتحدة".
وكشفت المصادر أن "محمد بن سلمان قدم تعهّدات لكل من كوشنر وغرينبلات، بانتزاع موافقة أردنية على المسودة التي يعكف عليها صهر ترامب، والذي تربطه علاقة وثيقة ببن سلمان. وهو ما فتح الباب حول الحديث عن الأزمة السياسية والاقتصادية التي يتعرّض لها الأردن في الوقت الراهن، بسبب نقص الموارد النفطية، وعلاقة ذلك بالأحداث الخاصة بقرب الإعلان عن صفقة القرن".
ولفتت المصادر إلى أن "اتفاقاً بين بن سلمان وكوشنر يقضي بسرعة الانتهاء من إعلان صفقة القرن، بشكل يعزز من وضع صهر ترامب داخل الإدارة الأميركية من خلال إبراز قدرته على إدارة ذلك الملف، مقابل دعم أميركي كبير له في الملفات التي بدأها تحت اسمه الشخصي وفي مقدمتها الحملة العسكرية في اليمن، وكذلك الإعلان في وقت قريب عن تحالف إقليمي لمواجهة إيران".
وأشارت مصادر إلى أن "النظام المصري يسير بسياسة إمساك العصا من المنتصف، هو يريد أن يقدم نفسه كوسيط يمكنه الحل وليس طرفاً في الأزمات، لذلك يتدخل في الظاهر وكأنه ممثل للجانب الإماراتي السعودي، وفي الوقت ذاته هو لا يرغب في مناكفة الأردن عبر إثارة المشاكل الداخلية المتعلقة بالأوضاع الاقتصادية، وكذلك هو أيضاً يريد إدخال تعديلات على صفقة القرن تخرجه من الحرج الشعبي". وتنص الخطة الأميركية على إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح، لا تملك سيطرة على الحدود والمعابر والأجواء وتتجاهل حق عودة اللاجئين، والإشراف الأردني على المقدسات في القدس.