قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" المعنيّة بالدفاع عن حقوق الإنسان إن السلطات المصرية منعت "بلا سند قانوني" عشرات الأشخاص من السفر خارج البلاد طوال العام الماضي ووصفت مصر بأنها تحوّلت إلى أسوار سجن، وأن ذلك يأتي في إطار "تزايد إجراءات التضييق والترهيب" من قبل أجهزة الأمن. وأضافت المنظمة في تقرير لها أمس إن من بين الذين منعوا من السفر قيادات وأعضاء في أحزاب سياسية ونشطاء شبابًا وعاملين في منظمات غير حكومية ومساعدًا للرئيس المعزول محمد مرسي.
وتتهم منظمات حقوقية دولية ومحلية السلطات المصرية بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان منذ إعلان الجيش الانقلاب على مرسي المُنتمي عام 2013. ونقل التقرير عن أشخاص منعوا من السفر قولهم "إنهم أوقفوا في المطار أثناء المرور بمنطقة فحص الجوازات وحقق معهم عناصر من جهاز الأمن الوطني التابع لوزارة الداخلية والمعروف سابقًا باسم أمن الدولة.
" وأضافوا إنهم "منعوا من قبل هذه العناصر من مغادرة البلاد مع عدم إبداء أسباب محدّدة في أغلب الحالات ومصادرة جوازاتهم أحيانًا كثيرة." وذكرت هيومن رايتس ووتش أنها وثقت 32 حالة على الأقل لمصادرة ضباط أمن المطار لجوازات سفر نشطاء سياسيين وعاملين بمنظمات غير حكومية "ولم يتمكن أغلبهم من استعادة جوازاتهم".
وعقب عزل مرسي شنت الحكومة حملة أمنية صارمة على جماعة الإخوان المسلمين وأعلنتها جماعة إرهابية. وقتل المئات من أعضاء ومؤيّدي الجماعة في احتجاجات ومواجهات مع قوات الأمن وسجن آلاف آخرون وقدّموا للمحاكمة من بينهم مرسي وعدد كبير من قيادات الجماعة.
وامتدّت الحملة لتشمل نشطاء علمانيين وليبراليين تصدروا المشهد في الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بالرئيس المخلوع حسني مبارك عام 2011. وقال نديم حوري نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في هيومن رايتس ووتش "سجنت السلطات المصرية آلاف المعارضين العامين الماضيين وهي الآن تحوّل حدود البلاد في الواقع إلى أسوار سجن.
" وأضاف: "الانعدام الكامل لأي رقابة على سلطة الأمن الوطني يعني ترك المواطنين دون أي خيار". ومن بين الأسماء التي ذكرها التقرير الناشطون السياسيون محمد القصاص وأسماء محفوظ وسيف عبد الفتاح أستاذ العلوم السياسية الذي عمل مستشارًا لمرسي لفترة وجيزة عام 2012.
وذكر التقرير أن الشيخ محمد جبريل وهو إمام مسجد منع من السفر بعد أيام من إمامته لصلاة في شهر رمضان دعا فيها على "الحكام الظالمين".
