على الرغم من أن فندق ريتز-كارلتون في العاصمة السعودية الرياض، بات خالياً من سجنائه الأمراء ورجال الأعمال ومسؤولين سابقين، فإن آثار الفترة التي تحوّل فيها الفندق الفخم إلى معتقل، لا تزال تخيّم على الأجواء، رغم أن الفندق أعاد فتح أبوابه أمام نزلائه.
وذكر تقرير نشرته صحيفة "فايننشيال تايمز" البريطانية، السبت 17 فبراير/شباط 2018، تفاصيل جديدة عن الأوضاع التي عاش خلالها الأمراء السعوديون في محبسهم أسابيع، وكان من بينهم شخصيات معروفة، كرجل الأعمال الملياردير الوليد بن طلال، بحسب ما نقله موقع "بي بي سي".
وقالت الصحيفة إنه خلال فترة اعتقال الأمراء، أُزيلت الأجسام الثقيلة الوزن والحادة من الغرف؛ خوفاً من إقدام النزلاء على الانتحار، وأشارت إلى أن الأثرياء والأمراء احتُجزوا في أجنحتهم بالفندق، حيث كانوا يقضون أوقاتهم ما بين جولات التحقيق ومشاهدة التلفزيون.
ولم يكن لدى السجناء راحة التصرف أو الخصوصية، حيث كانت غرفهم تبقى مفتوحة ويحرسها رجال أمن، ولم يكن يُسمح لهم بتبادل الأحاديث بعضهم مع بعض، وكانوا يمنحون فرصة التحدث عبر الهاتف مع أفراد عائلاتهم.
وكشف التقرير أن بعض من خرجوا كانوا يعانون الاكتئاب، ولا يكادون يتحدثون عن تجربتهم، وهم صامتون معظم الوقت. أما البعض الآخر، فيحوِّل الموضوع إلى مزاح، ويتحدث عن حِمية إجبارية أفقدته بعض الوزن وأكسبته لياقة صحية.
ونقلت "فايننشيال تايمز" عن صديق أحد المحتجزين قوله: "إذا احترمت نفسك كانوا لطفاء معك، لكن رجال الأمن أولئك كانوا يعطونك الانطباع بأنهم جاهزون لطرحك أرضاً لو أعطيتهم سبباً لذلك".
وتحدثت الصحيفة البريطانية مع أصدقاء وشركاء تجاريين لبعض المحتجزين، وأخذت فكرة عن كيفية بدء العملية. وقالت: "كان أحد الأثرياء المسنِّين عائداً على طائرته الخاصة إلى جدة، وكان مقرراً أن يذهب للقاء ولي العهد محمد بن سلمان، لكن رجال أمن مسلحين كانوا في انتظاره، وهكذا حصل مع البقية".
وتمكن البعض من الاتصال بأفراد عائلته وإبلاغهم ما حصل، لكن آخرين اختفوا دون أن تعرف عنهم عائلاتهم شيئاً.
وكانت السلطات السعودية قد احتجزت عشرات الأمراء وكبار المسؤولين ورجال الأعمال عندما أطلق ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، "حملة على الفساد" في أوائل نوفمبر/تشرين الثاني 2017.
وقالت السلطات إنها تهدف إلى التوصّل لتسويات مالية مع معظم المشتبه فيهم، وتعتقد أنها يمكن أن تجمع نحو 100 مليار دولار للحكومة بهذه الطريقة، وهو ما يمثل مكسباً كبيراً للمملكة بعد أن تقلصت الموارد المالية بفعل انخفاض أسعار النفط.
وقال مصدر لـ"رويترز"، في وقت سابق، إن عدداً من كبار رجال الأعمال، ومن بينهم وليد آل إبراهيم، مالك شبكة "إم بي سي" التلفزيونية، توصّلوا إلى تسويات مع السلطات. ولم يتم الكشف عن شروط تلك التسويات، كما توصل بن طلال أيضاً لتسوية، لم تتكشف تفاصيلها بالكامل.