[ حصار قطر أدى إلى كسر الروابط العائلية بين المواطنين بدول الخليج (الجزيرة) ]
أكدت منظمة العفو الدولية أنه على الرغم من مرور سبعة أشهر على بدء الأزمة، فإن حياة آلاف الخليجيين لا تزال باضطراب، مشددة على أن الأزمة أدت إلى انتهاك واضح لحقوق الإنسان خصوصا لجهة كسر الروابط العائلية بين سكان المنطقة.
وقالت الباحثة في المنظمة الدولية ماي رومانوس إن المنظمة قامت بزيارتين ميدانيتين إلى قطر كانت آخرهما في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، للقاء ببعض الأشخاص الذين تعرضوا للانتهاكات بسبب هذه الأزمة ولقاء مسؤولين قطريين في الخارجية والداخلية ولجنة حقوق الإنسان القطرية.
وأضافت رومانوس في مقابلة مع الجزيرة أنه نتيجة هذه اللقاءات فقد تبلورت "للأسف" مخاوف اللجنة من أن هذه الأزمة أدت إلى انتهاك واضح لحقوق الإنسان خصوصا ما يتعلق بكسر الروابط العائلية بين سكان المنطقة مع وجود علاقات زواج مختلطة بين المواطنين في دول الخليج المختلفة.
وشددت على أن ما يقلق هو أن المنظمة لم تجد أي حل ملموس لهذه الأزمة، كما لم تجد رغبة لدى بعض الأطراف في إيجاد حل لوضع حد لهذه المأساة الإنسانية.
وأشارت إلى أن المنظمة تحاول الضغط على الحكومات من خلال رفع الشكاوى، وتنظيم حملات الدعم للمتضررين، وتوثيق الانتهاكات وخلق حالة للتصدي لها، وأشارت إلى أن الوضع الإنساني في السعودية "ليس سهلا ولا يسمح لنا بالقيام بزيارة لتقييم الأوضاع، ورصد الانتهاكات التي تتم هناك فيما يتعلق بهذه الأزمة".
واختتمت بقولها إن منظمة العفو الدولية ترى أن هناك انتهاكات كبيرة لحقوق الإنسان، وأن هذه الأزمة السياسية أدت لزعزعة الوضع الحقوقي بشكل كبير، وأدت إلى انتهاك للحياة الأسرية، وهو انتهاك صارخ لحقوق الإنسان.
المري: تقرير البعثة الأممية أكد أن تدابير دول الحصار تتسم بالعنصرية
إجراءات عنصرية
وكان رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في قطر علي بن صميخ المري أكد أنّ بعثة المفوضية السامية لحقوق الإنسان التي زارت قطر في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، توصلت في تقرير لها إلى أن التدابير التي اتخذتها دول الحصار ضد دولة قطر تتسم بالعنصرية.
وذكر المري -في مؤتمر صحفي عقده اليوم في العاصمة القطرية الدوحة- أن المفوضية السامية قبل إصدارها التقرير كانت قد طلبت زيارة دول الحصار، لكنها لم تحصل على رد ولم يسمح لها بالزيارة.
وأضاف أن بعثة المفوضية زارت قطر في الفترة من 17 إلى 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، والتقت بنحو عشرين مؤسسة حكومية ومنظمات مجتمع مدني، بالإضافة للاستماع والجلوس مع العديد من "ضحايا الحصار" الذين لجؤوا للجنة الوطنية لحقوق الإنسان القطرية.
وإثر زيارة البعثة صدر مؤخرا تقرير المفوضية السامية لحقوق الإنسان، وأرسلت نسخة للجنة الوطنية لحقوق الإنسان القطرية. ولفت المري إلى أن التقرير اعتبر الإجراءات التي اتخذتها دول الحصار (السعودية والإمارات والبحرين) تعسفية تؤثر على حقوق الإنسان، وأن الإجراءات اتسمت بالعنصرية.
وأضاف أن التقرير وصف التدابير الاقتصادية لدول الحصار ضد قطر بأنها ترقى إلى حرب اقتصادية وتؤثر على المواطنين والمقيمين، وأن الإجراءات التي اتخذتها دول الحصار تمس الحكومة والشعب معا.