[ أحمد شفيق - الجزيرة نت ]
قال رئيس الوزراء المصري الأسبق أحمد شفيق المقيم في دولة الإمارات في تسجيل خاص للجزيرة إن السلطات الإماراتية منعته من السفر بعد إعلانه ترشحه لانتخابات الرئاسة المصرية، وأعرب عن رفضه تدخلها في شؤون مصر.
وخاطب شفيق في كلمته المصورة الشعب المصري قائلا إنه أعلن عن ترشحه لرئاسة الجمهورية، وكان ينوي في سبيل ذلك "القيام بجولة بين أبناء الجاليات المصرية قبل العودة لوطني خلال الأيام القليلة القادمة".
وتابع "فوجئت بمنعي من مغادرة دولة الإمارات العربية الشقيقة لأسباب لا أفهمها ولا أتفهمها".
وأضاف "إذا كنت أكرر مرارا امتناني وشكري وعرفاني للاستضافة الكريمة (في الإمارات) فإنني أرفض التدخل في شؤون بلدي بإعاقة مشاركتي في ممارسة دستورية ومهمة وطنية مقدسة".
ودعا شفيق المسؤولين في الإمارات إلى رفع أي عوائق أمام حرية حركته أو سفره. وختم كلمته بالقول "أتعهد لأبناء وطني بألا أتراجع إطلاقا عن واجبي، متقبلا في سبيل ذلك أية متاعب".
وقبل وقت قليل من بث هذه الكلمة، قالت وكالة رويترز للأنباء إنها أجرت اتصالا مع شفيق وأبلغها أنه ينوي الترشح لانتخابات الرئاسة المصرية المقرر تنظيمها العام المقبل، والتي من المرجح أن يخوضها الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي.
وأضافت رويترز أن شفيق -المقيم في الإمارات منذ خمس سنوات- قرر العودة إلى مصر خلال الأيام المقبلة، وأنها تلقت مقطعا يتضمن كلمة لشفيق يعلن فيه نيته الترشح للانتخابات الرئاسية المتوقع إجراؤها في أبريل/نيسان المقبل.
وكان أحمد شفيق خسر بفارق صغير في انتخابات الرئاسة لعام 2012 أمام مرشح جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي، الذي أطاح به السيسي في انقلاب الثالث من يوليو/تموز 2013.
وبعد خسارته الانتخابات سافر شفيق إلى الإمارات، وأسس لاحقا حزبا أطلق عليه الحركة الوطنية، وفشل هذا الحزب في تحقيق نتيجة في الانتخابات البرلمانية لعام 2014.
يذكر أن شفيق كان من المقربين للرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، وكان قائدا للقوات الجوية المصرية لسنوات عدة.
وقال مجدي حمدان نائب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية المصري للجزيرة إن "المصريين في حالة احتقان" بسبب منع شفيق من السفر، وإن "الأمر لن يمر مرور الكرام، خاصة وأن المؤسسة العسكرية المصرية ترى أحمد شفيق أحد رجالاتها".
وأضاف أن الإمارات حريصة على بقاء النظام الحالي في مصر لأطول فترة ممكنة حتى تضمن تحقيق أطماعها في البلاد، حسب تعبيره.
من جهته، قال نائب رئيس مركز الاتحادية للدراسات محمود إبراهيم للجزيرة إن "المسألة ليست أكبر من أن الإمارات لا تريد أن تقوي طرفا على آخر (في مصر) أو تظهر كجزء من الصراع لذلك تتخذ إجراءات احترازية لحين استكشاف الأمور". وأكد أنه لا أحد في مصر يقبل بمنع مصري من السفر في دولة أخرى مهما كان السبب.
وقد واجه شفيق اتهامات بالفساد في مصر، لكنه نال البراءة في بعضها وسقط البعض الآخر. وقبل عام ألغى القضاء المصري إدراج اسمه على قوائم ترقب الوصول، وهو ما يعني فتح الباب أمام عودته للبلاد دون التعرض للملاحقة القضائية.
وقبل عامين تقريبا اشتكى شفيق من قيود تُفرض عليه في مصر، ويشمل ذلك منع بث مقابلات تلفزيونية معه.