ذكرت صحيفة لبنانية الثلاثاء، 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، أنها علمت من مصادر دبلوماسية، أن فرنسا تسعى مع مصر لوساطة مع السعودية تُبقي الرئيس سعد الحريري في منصبه.
وقالت المصادر إن اجتماعات مكثفة عُقدت مساء أمس الإثنين، 20 نوفمبر/تشرين الثاني، في العاصمة القبرصية، بين مسؤولين فرنسيين ومصريين يرافقون الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى نيقوسيا للمشاركة في القمة المصرية القبرصية اليونانية.
وحسب المصادر، فإن الجانب الفرنسي يلحّ على بقاء الحريري في منصبه، وإنه يمكن إدخال تعديلات تعزز وضعه داخل الصيغة اللبنانية، وتبدي خشية كبيرة من حصول فراغ حكومي يؤثر بقوة في الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي في لبنان.
وأوضحت المصادر أن السيسي الذي سيستقبل الحريري مساء الثلاثاء في القاهرة، يدعم هذا التوجه، وأن مفاوضات تجري بين القاهرة والإمارات والسعودية لهذه الغاية، وأن القاهرة تعوّل على استثمار ما صدر الأحد عن مجلس وزراء الجامعة العربية لإقناع الجانب السعودي بأنه لا بديل عن التسوية القائمة في لبنان، وأن اللبنانيين، كما العواصم العربية والدولية، أظهروا تمسكاً كبيراً ببقاء الحريري في منصبه.
أما من جانب الحريري، فتذكر الصحيفة بأن الالتباس لا يزال يسيطر على موقفه، حيث ينقل المتصلون به وبفريقه في باريس أنه متمسك ببقائه في السلطة، لكن هناك رأي يجزم بأنه مضطر لتثبيت الاستقالة ومحاولة فرض شروط جديدة لتشكيل حكومة جديدة.
فيما يقول الرأي الآخر بحسب الصحيفة اللبنانية، إن الحريري الذي سيجتمع بالرئيس اللبناني ميشال عون بعد احتفالات عيد الاستقلال، الأربعاء 22 نوفمبر/تشرين الثاني، قد لا يخرج من الاجتماع بقرار نهائي، وبالتالي سيفتح الباب أمام محاولة معالجة المشكلة.
ويرى أصحاب الرأي الثاني أنه يمكن الاستفادة من المناخات التي ظهرت لأجل تعزيز شروط الحريري ضمن التسوية التي أُبرمت مع عون وحزب الله، وأن عون يقدر على ضمان توفير هذه الشروط.
ووفق الصحيفة، فإنه بات واضحاً أن الرئيس اللبناني يبذل كل الجهود لإعادة إطلاق العملية السياسية والدستورية في البلاد، وأن يقود مفاوضات جدية بعيداً عن الإعلام لتوفير مناخ يبقي الحريري في منصبه.
وتقول مصادر مواكبة إن الرئيس عون أبلغ الفرنسيين والحريري أن كل ما حصل حتى الآن يشير إلى أن التسوية السياسية لا تزال قائمة، وأنه (عون) يقدر على ضمان التزام لبنان سياسة النأي بالنفس، وأن يحصل على موقف من حزب الله بهذا الخصوص.
وكان الحريري قد أعلن استقالته المفاجئة ببيان تلاه من العاصمة السعودية الرياض، في 4 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
ووصل الحريري صباح السبت، 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، إلى باريس، قادماً من الرياض التي قضى بها نحو أسبوعين منذ إعلان الاستقالة من منصبه.