قال رئيس “حركة النهضة” التونسية راشد الغنوشي، إن “الديمقراطية من أصل الإسلام الذي لم يقر الجهاد لفرض الدين بالسلاح، وإنما لتحرير الشعوب المظلومة حتى لو لم تكن مسلمة”، مبيناً أن “هناك بعض المتشددين يفهمون الجهاد بشكل خاطئ”.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها الغنوشي أثناء مشاركته في ندوة علمية بعنوان “المناقشات الدولية في إسطنبول” نظمتها، الجمعة، جمعية “سبعة أهلّة” التركية في إسطنبول.
وتحدث الغنوشي عن مفوم الجهاد في الإسلام، قائلا “هناك جهاد قتالي بالطبع، لكن ليس هدفه فرض الإسلام على غير المسلمين، وإنما جُعل الجهاد للدفاع عن أوطان الأمة حينما تتعرض للخطر كما يحدث في فلسطين، وأيضًا للدفاع عن المظلومين في كل مكان”.
وفي السياق، قال الغنوشي “نحن لم نستورد الديمقراطية من الغرب، فهي من أصل الدين الإسلامي الذي فرض مبدأ الشورى، مهما اختلفت المسميات، شورى أو ديمقراطية فالجوهر سيظل واحدًا وهو أن الإسلام يحرر الصراعات بين الحق والباطل وبين الحرية والاستبداد ويحرر الشعوب من سطوة رأس المال”.
وتحدث عن وسائل “ستحرر العالم الإسلامي من التبعية وستخرجه من الحالة التي يعيشها فيها، وذلك من خلال التعلم والتفكر والأبحاث”.
وفي هذا الشأن ثمّن الغنوشي “دور الحكومة التركية في اهتمامها بالأبحاث العلمية والتعليم (..) فهناك جامعات تركية أصبحت ضمن أفضل 100 جامعة بالعالم، وتركيا أدركت أن العلم سلاح مهم للتغيير”.
وتطرق في كلمته للمسلسل التركي “قيامة أرطغرل” الذي يحكي قصة والد مؤسس الدولة العثمانية، قائلًا إن “هذه الأعمال توضح كيف كان الإسلام دين حضارة، ونريد أفلامًا تتحدث عن الرسول محمد وعن السلطان محمد الفاتح”.
وتابع “نريد صناع أفلام على هذا المستوى، ونريد إعلاميين يغيرون وجه العالم وينقلون الحقيقة، ومن هنا أوجه تحية للإعلام التركي وقناة الجزيرة على منهجهم في نقل الحقيقة والانحياز لها”.
وحول تونس، قال الغنوشي إن “الشعب التونسي استطاع أن يجاهد جهادًا سلميًا بالسير في طريق انتخابات حرة رغم حالة الإحباط التي أصابت الشباب، والشعب يسير على الطريق الصحيح”.
وحول الإبادة الجماعية التي يتعرض لها مسلمو الروهينغا على يد جيش ميانمار والميليشيات البوذية بإقليم أراكان في ميانمار، تساءل الغنوشي “لماذا لم يتحرك أحد لإنقاذ الروهينغا ؟! (..) القانون الدولي يفرض على الأمم المتحدة حماية حقوق الإنسان ومع ذلك لم يتدخل أحد لحفظ حق تلك الأقلية”.