[ المرشد العام السابق للإخوان المسلمين بمصر محمد مهدي عاكف ]
توفى المرشد العام السابق للإخوان المسلمين بمصر، محمد مهدي عاكف، مساء اليوم الجمعة، عن عمر ناهز 89 عامًا، في أحد مستشفيات القاهرة.
وأكدت "علياء"، ابنة "عاكف"، وفاة والدها، وأن مراسم الدفن ستتم مساء اليوم.
وفي وقت سابق من مساء اليوم، غرّدت ابنة عاكف عبر حسابها الشخصي على فيسبوك، قائلةً "أبي في ذمة الله.. إنا لله وإنا إليه راجعون".
من جانبه أوضح عبد المنعم عبد المقصود، رئيس هيئة الدفاع عن متهمي جماعة الإخوان المسلمين بمصر، في تصريحات صحفية، إنه سيتم دفن جثمان عاكف، مساء اليوم، بمقبرة أسرته في القاهرة.
وأضاف عبد المقصود أن "عاكف كان محجوزا في مستشفى القصر العيني (حكومي)، وسط القاهرة، إثر تدهور حالته الصحية. دون مزيد من التفاصيل.
ومهدي عاكف (1928-2017) هو المرشد العام السابع لجماعة الإخوان المسلمين، حيث تولى المنصب عقب وفاة سلفه مأمون الهضيبي في يناير عام 2004.
ويعد عاكف صاحب لقب "أول مرشد عام سابق" للجماعة، حيث تم انتخاب محمد بديع خلفا له، بعد انتهاء فترة ولايته في يناير عام 2010، وإعلان عدم رغبته في الاستمرار في موقع المرشد العام، ليسجل بذلك سابقة في تاريخ الجماعة بمصر.
وعاكف من مواليد كفر عوض السنيطة -مركز أجا بمحافظة الدقهلية، ودرس بمدرسة (المنصورة) الابتدائية، ثم التوجيهية من مدرسة (فؤاد الأول) الثانوية بالقاهرة، ثم التحق بالمعهد العالي للتربية الرياضية، وتخرج في مايو 1950م.
عمل بعد تخرجه مدرساً للرياضة البدنية بمدرسة (فؤاد الأول) الثانوية.
عرف الإخوان في وقت مبكر في عام 1940م، وتربى على شيوخ الإخوان وعلمائهم، وعلى رأسهم حسن البنا، وكان من أحبِّ المشايخ إلى نفسه محي الدين الخطيب.
التحق بكلية الحقوق 1951م، ورأس معسكرات جامعة إبراهيم (عين شمس حاليًا) في الحرب ضد الإنجليز في القناة حتى قامت الثورة، وسلَّم معسكرات الجامعة لـكمال الدين حسين المسئول عن الحرس الوطني آنذاك.
كان آخر موقع شغله عاكف في الإخوان قبل صدور قرار بحل الجماعة عام 1954م هو رئاسة قسم الطلاب، كان رئيساً لقسم التربية الرياضية بالمركز العام للإخوان المسلمين.
قُبض عليه في أول أغسطس 1954م، وحُوكم بتهمة تهريب اللواء عبد المنعم عبد الرؤوف -أحد قيادات الجيش واحد إعلام الإخوان -والذي أشرف على طرد الملك "فاروق"- وحُكم عليه بالإعدام، ثم خُفف الحكم إلى الأشغال الشاقة المؤبدة.
خرج من السجن سنة 1974م في عهد أنور السادات ليزاول عمله كمدير عام للشباب بوزارة التعمير.
اشترك في تنظيم المخيمات للشباب الإسلامي على الساحة العالمية بدءًا من السعودية، والأردن، وماليزيا، وبنجلاديش، وتركيا، وأستراليا، ومالي، وكينيا، وقبرص، وألمانيا، وبريطانيا، وأمريكا.
عمل مديرًا للمركز الإسلامي بميونخ.
شغل عضوية مكتب الإرشاد أعلى هيئة قيادية داخل الجماعة منذ عام 1987م حتى أكتوبر 2009.
انتخب عضوًا بمجلس الشعب سنة 1987م عن دائرة شرق القاهرة، وذلك ضمن قائمة التحالف الإسلامي التي خاض الإخوان الانتخابات تحت مظلتها.
قُدِّم للمحاكمة العسكرية سنة 1996م؛ فيما يعرف بقضية سلسبيل والتي ضمت وقتها عدد كبير من قيادات الإخوان المسلمين، وقد اتهمه الادعاء بانه المسئول عن التنظيم العالمي للإخوان المسلمين، وحُكم عليه بثلاث سنوات، ليخرج من السجن في عام 1999م.
متزوج وله أربعة أولاد.
رفض إعادة انتخابه مرشداً للإخوان وترك المنصب بعد انتخاب محمد بديع مرشدا خلفاً له في 16 يناير 2010.
اختير في المرتبة الـ12 ضمن 50 شخصية مسلمة مؤثرة في عام 2009 في كتاب أصدره المركز الملكي للدراسات الإستراتيجية الإسلامية وهو مركز أبحاث رسمي في الأردن حول أكثر 500 شخصية مسلمة مؤثرة في عام 2009.
وكانت الأجهزة الأمنية بمصر ألقت القبض على عاكف، في يوليو 2013، عقب الإطاحة بمحمد مرسي، ضمن آخرين من قيادات الجماعة.
وخلال السنوات الأربعة التالية للقبض عليه تدهورت حالته الصحية، وسط تقارير حقوقية وصحفية تتحدث عن إصابته بانسداد في القنوات المرارية والسرطان.
وكان عاكف، ينتقل من مستشفى سجنه جنوبي القاهرة، إلى مستشفى حكومي غربي العاصمة، قبل أن يستقر في مستشفى حكومي، وسط القاهرة، بعد مناشدات طويلة من حقوقيين وسياسيين بمصر، وطلب نادر من الجماعة بإطلاق سراحه.
وودع عاكف الحياة وهو محبوس على ذمة قضية واحدة وهي أحداث مكتب الإرشاد (المكتب الرئيسي لجماعة الإخوان) في منطقة المقطم (شرقي القاهرة)، الذي تولاه يوما ما، وحصل على حكم بالمؤبد (25 عاما) وألغته محكمة النقض (في يناير الماضي)، ويعاد محاكمته من جديد.