[ أردوغان: أتمنى أن يمثل موقف البلتاجي درسا لكل المسلمين في العالم- تويتر ]
لم يتمكن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، من حبس دموعه، حينما شاهد فيديو يتضمن رثاء القيادي في جماعة الإخوان المسلمين وأحد أبرز أيقونات الثورة المصرية، لابنته الشهيدة أسماء.
جاء ذلك خلال مشاركة أردوغان، اليوم السبت، في حفل ختام برنامج المعسكر الصيفي الذي نظمته رئاسة الشؤون الدينية التركية، لطلاب جنوب وجنوب شرقي تركيا في مدينة إسطنبول.
وقالت صحيفة ستار التركية إن الرئيس التركي لم يتمكن من حبس الدموع التي انهمرت عند مشاهدة الفيديو بالرغم من وجود أطفال كانوا يجلسون إلى جانبه.
وتضمنت فقرات الحفل وقبل أن يلقي أردوغان كلمته، عرض فيديو على شاشة المسرح يتضمن رثاء البلتاجي "مترجما باللغة التركية" لابنته أسماء (17 عاما) التي قتلت على يد قوات الأمن المصرية أثناء فض اعتصام رابعة العدوية في 14 آب/أغسطس 2013.
وتعد هذه المرة الثانية التي بكى فيها الرئيس التركي عند ذكر سيرة الشهيدة أسماء البلتاجي ورسالة والدها لها.
وكتب البلتاجي عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي ''فيسبوك'' رثاء لابنته أسماء قائلا: ''ابنتي الحبيبة وأستاذتي الجليلة الشهيدة أسماء البلتاجي لا أقول وداعا بل أقول غدا نلتقي ..عشت مرفوعة الرأس متمردة على الطغيان ورافضه لكل القيود وعاشقة للحرية بلا حدود وباحثة في صمت عن آفاق جديدة لإعادة بناء وبعث هذه الأمة من جديد لتتبوأ مكانتها الحضارية''.
''لم تنشغلي بشيء مما ينشغل به من هم في مثل سنك ورغم أنك كنت دائما الأولى في دراستك فما كانت الدراسة التقليدية تشبع تطلعاتك واهتماماتك''. ''لم أرتو من صحبتك في تلك الحياة القصيرة خاصة أن وقتي لم يتسع لأسعد وأستمتع بتلك الصحبة وفي آخر جلسة جلسناها سويا في ميدان رابعة عاتبتيني قائلة (حتى وانت معنا مشغول عنا) فقلت لك (يبدو أن الحياة لن تتسع لنشبع من بعضنا أدعو الله أن يسعدنا بالصحبة في الجنة لنرتوي من بعضنا البعض)''.
''رأيتك قبل استشهادك بيومين في المنام في ثياب زفاف وفي صورة من الجمال والبهاء لا مثيل لها في الدنيا حين رقدت إلى جواري سألتك في صمت هل هذه الليلة موعد زفافك فأجبتيني (في الظهر وليس في المساء سيكون الموعد) حينما أخطرت باستشهادك ظهر الأربعاء فهمت ما عنيتي واستبشرت بقبول الله لشهادتك وزدتيني يقينا أننا على الحق وأن عدونا هو الباطل ذاته''.
''آلمني شديد الألم ألا أكون في وداعك الأخير وألا أكحل عيني بنظرة وداع أخيرة وألا أضع قبلة أخيرة على جبينك وألا أشرف بإمامة الصلاة عليك، والله يا حبيبتي ما منعني من ذلك خوف على أجل ولا خوف من سجن ظالم وإنما حرصا على استكمال الرسالة التي قدمت أنت روحك لأجلها وهي (استكمال مسيرة الثورة حتى تنتصر وتحقق أهدافها)''. ''ارتقت روحك وأنت مرفوعة الرأس (مقبلة غير مدبرة) صامدة مقاومة للطغاة المجرمين أصابتك رصاصات الغدر والندالة في صدرك، ما أروعها من همة وما أزكاها من نفس، أثق أنك صدقتي الله فصدقك واختارك دوننا لشرف الشهادة''.
''أخيرا ابنتي الحبيبة وأستاذتي الجليلة.. لا أقول وداعا بل أقول إلى اللقاء.. لقاء قريب على الحوض مع النبي الحبيب وأصحابه .. لقاء قريب في مقعد صدق عند مليك مقتدر .. لقاء تتحقق فيه أمنيتنا في أن نرتوي من بعضنا ومن أحبابنا ريا لا ظمأ بعده''.
وخلال لقاء تليفزيوني، بإحدى القنوات المحلية التركية، في 22 أغسطس 2013، بكى أردوغان (وحينها كان يشغل منصب رئيس الوزراء) نتيجة تأثره الشديد لدى إصغائه لرثاء البلتاجي.
وقال أردوغان: "الشهادة شيء مختلف، أسماء غادرت الدنيا دون أن تشبع منها، ولكن روحها ارتقت عاليا، أتمنى أن يمثل موقف أبيها درسا لكل المسلمين في العالم، أنا لا أتحدث معكم الآن بصفة رئيس الوزراء، ولكن بصفة المواطن، رجب طيب أردوغان".
ولفت إلى أن صورة أبنائه مرت أمامه خلال إصغائه لرئاء البلتاجي، وقال: "أنا مررت ببعض ما جاء في رسالة البلتاجي لابنته أسماء، بحكم عملي، وانشغالي الشديد، أعود إلى البيت متأخرا جدا، وغالبا ما أصل الساعة الواحدة أو الثانية بعد منتصف الليل، وفي الغالب يكون أبنائي نائمين، وفي إحدى المرات علقت ابنتي ورقة على باب غرفتي كتبت فيها (هلا منحتنا ليلة من وقتك؟)، نحن لا نملك وقت فراغ نمنحه لأبنائنا".