قالت تقارير صحفية إن مستثمرا سعوديا اشترى حصة كبيرة من أسهم الموقع الإلكتروني لصحيفة إندبندنت البريطانية، في خطوة قد تثير غضب جماعات حقوق الإنسان والمدافعين عن حرية الإعلام وفق رأي صحيفتين تصدران في العاصمة لندن.
وأفادت صحيفة غارديان -في تقرير بعدد اليوم السبت- أن سلطان محمد أبو الجدائل (42 عاما) استحوذ على حصة تتراوح ما بين 25% و50% من موقع إندبندنت الإلكتروني بعد أن ضخ ملايين الدولارات فيها.
وطبقا لوثائق بيت الشركات -التي تُعد الجهة المسؤولة عن تسجيل الشركات الإعلامية في بريطانيا- فإن أبو الجدائل باستحواذه على هذه الحصة الكبيرة سيكون له حقوق تصويت تعادل النسبة التي يملكها في (إندبندنت ديجيتال نيوز آند ميديا) إحدى أكبر وسائل الإعلام الرقمية في البلاد.
وذكرت غارديان أن أبو الجدائل ليست لديه أعمال تجارية أخرى على ما يبدو في المملكة المتحدة، بينما وصفته صحيفة "ميدل إيست آي" الإلكترونية بالمستثمر "الغامض" الذي يقيم في المملكة العربية السعودية.
ومن غير الواضح ما إذا كان أبو الجدائل اشترى الحصة من مساهم آخر أو أن الشركة القابضة لصحيفة إندبندنت أصدرت أسهما جديدة له، في خطوة من شأنها أن تقلص مساهمات كل المستثمرين الآخرين.
وتوقعت غارديان أن يثير الاستثمار السعودي قلق العاملين بالصحيفة البريطانية التي تتبنى مواقف ليبرالية متحررة مقابل سجل الرياض فيما يتعلق بحرية التعبير.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن السعودية واحدة من عدة دول في الشرق الأوسط ظلت تطالب بإغلاق قناة الجزيرة ثمنا لرفع الحصار عن دولة قطر، كما أن إندبندنت طالما نشرت مواد صحفية ترتاب في السياسة الخارجية للسعودية.
من جانبها، نقلت صحيفة "ميدل إيست آي" عن مصدر سعودي "مطّلع" القول إن أبو الجدائل ينحدر من "عائلة تجارية معروفة" في المدينة المنورة.
وأشارت إلى أن المستثمر السعودي بات نظيرا لرجل الأعمال إيفغيني ليبديف، وهو نجل عميل سابق بالمخابرات السوفياتية والذي يمتلك الحصة الأكبر في إندبندنت إلى جانب شخص ثالث يُدعى جاستين بيام شو.
وأثار استحواذ المستثمر السعودي على حصة كبيرة في المؤسسة الإعلامية البريطانية انتقادات جهات تدافع عن حرية التعبير والصحافة.
فقد أبدى الأمين العام بالوكالة لنقابة الصحفيين الوطنية سيموش دولي شكوكا كثيرة بشأن الكشف عن استحواذ سعودي على إندبندنت.
ونسبت "ميدل إيست آي" إليه القول إن "نقابة الصحفيين الوطنية تؤيد أقصى قدر من الشفافية فيما يتعلق بملكية أجهزة الإعلام، ونحن لا نعرف شيئا عن هذه المجموعة" في إشارة إلى المستثمر أبو الجدائل.
وأضاف دولي "هناك أيضا هواجس جدية بشأن السعودية وعلاقتها بمفهوم حرية الإعلام كما أن سجلها فيما يتعلق بحقوق الإنسان مدعاة لقلقنا".
غير أن متحدثا باسم مؤسسة إندبندنت قال إن استقلال السياسة التحريرية لصحيفته "ظل محميا بصورة رسمية عبر اتفاق جديد بين المساهمين فيها" وفق تقرير غارديان.