سادت حالة من القلق، والغضب المكتوم، بين العاملين في قناة "سكاي نيوز عربية"، بسبب سياسة إدارة القناة في إنهاء خدمات عدد من النجوم والقيادات التحريرية بالقناة التي تتبع مباشرة حكومة الإمارات.
واستغنت "سكاي نيوز عربية" بشكل رسمي عن المذيعة السورية، زينة اليازجي، وعدد آخر من القيادات التحريرية والعاملين في القناة، وسط أنباء عن وجود أسماء أخرى في قائمة جار إعدادها من قبل إدارة القناة لإنهاء خدماتهم (تفنيشات).
وكانت المذيعة السورية زينة اليازجي وهي زوجة الممثل السوري عابد فهد، تعمل في التلفزيون السوري الرسمي قبل أن تنتقل إلى دبي للعمل في قناة العربية، ثم "سكاي نيوز عربية".
وفي آذار/مارس 2011، صدر قرار بفصل زينة اليازجي من قناة العربية بسبب تعاطفها مع بشار الأسد وانحيازها له بشكل واضح أثناء محاورتها لحقوقية سورية على الهواء مباشرة في نشرة الأخبار بالقول: "إن مسيرات دمشق كلها حضارية ومع الدكتور بشار وليس كما تردد بأنها مخابرات".
وذكرت صحيفة الأخبار اللبنانية، أن استغناء قناة "سكاي نيوز عربية" عن زينة يازجي ومارون بدران وغيرهما ينبع من إعادة تموضع سياسي للإمارات في ضوء الظروف الحالية في المنطقة، خصوصا بالنسبة إلى السعودية.
وأضافت الصحيفة: "قبل أسابيع، ظهرت الإعلامية السورية زينة يازجي في برنامج "شط بحر الهوى" مع زوجها النجم عابد فهد، حينها، أراد الثنائي ألا تكون إطلالتهما عابرة، فوجها رسالة تضامنية مع اللاجئين السوريين الذين غرقوا في البحر عندما كانوا يحاولون البحث عن مكان أقل خطورة من بلادهم التي تنهشها الحرب".
وتابعت: "لكن سرعان ما استنهضت الإطلالة همة المنابر الخليجية. قرر أحدها شن هجوم ادعائي، بذريعة أن الإعلامية تستجدي الأضواء، وتستغل معاناة اللاجئين من أبناء بلدها، فأتى الرد من خلال مقال مطول كتبه زوجها واختار نشره على صفحات "الأخبار". لكن القصة لم تقف هنا، بل تفاعلت إلى درجة خطيرة، استفاق فيها "شرش" القمع والإقصاء الذي يحكم المنظومة الإعلامية الخليجية على وقع الحدث العابر. قررت "سكاي نيوز عربية" أن تتخلى عن مذيعتها وبرنامجها المعروف "بصراحة"".
وأوضحت الصحيفة أن إدارة القناة أبلغت المذيعة السورية بخطاب رسمي ودي يفيد بالاستغناء عن خدماتها وشكر جهودها، والثناء على حضورها خلال عملها على شاشة القناة، وأعلمتها بإنهاء العقد معها، دون إيضاح الأسباب الكامنة وراء السلوك المفاجئ.
وقالت الصحيفة: "المعلومات المؤكدة التي حصلنا عليها من داخل المحطة تفيد بأن المدير العام للمحطة نارت بوران أوقف برنامج "بصراحة" بعد عام ونصف العام من إبصاره النور. ووافقت المذيعة على الظهور في النشرات اليومية بدون تردد لحين صياغتها فكرة برنامج جديد. لكن ظهورها في "شط بحر الهوى" وردود الفعل التي لاحقته، دفعا المدير العام إلى التخلص منها".
وأكد عاملون بالقناة أن المدير العام للقناة "ينتهج أسلوبا غير حضاري في التعاطي معهم لدرجة الصراخ اليومي غير المبرر".
وعلقت المذيعة السورية على قرار القناة بالاستغناء عنها قائلة: "هذه رؤية المحطة، وقرار إدارتها، ولن أدلي بأي تصريح إعلامي حاليا، على اعتبار أن المسؤول عن التعليق هو صادق جرار مدير العلاقات العامة في القناة".
وذكرت الصحيفة أن مدير العلاقات العامة بالقناة اعتذر عن عدم قدرته على الحديث بحجة أن الوقت متأخر، وبسبب تواجده في القاهرة في مهمة عمل، طالبا تأجيل الحديث لحين عودته إلى العاصمة الإماراتية. لكنه اكتفى بالتعليق بـ "أن المحطة لم تستغن عن أحد. كل ما حصل هو انتهاء فترة التعاقد مع الإعلامية السورية زينة يازجي، وقد تم توجيه كتاب شكر رسمي لما بذلته من جهود على الشاشة الإخبارية من دون إبداء رغبة لتجديد العقد معها".
وقالت الصحيفة إن مصدرا داخل القناة، فضل عدم الكشف عن اسمه، قال إن "القناة تعمل وفق منطق يعيد حساباتها، كما تمليه المصالح السياسية، بنفس الصيغة التي تنتهجها غالبية الوسائل الإعلامية الخليجية، وأنها تتخبط بقرارات عشوائية".
وتابع: "هذا الأمر يؤكده تغييب القيادات التحريرية بشكل دائم والتغيرات الاعتباطية التي تطرأ فجأة، وهو ما أطاح بزينة يازجي ومارون بدران".
وأكد المصدر أن "عملية التطهير لن تقف عند هذا الحد، بل إن أسماء أخرى أصبحت خارج أسوار "سكاي نيوز" وأخرى مهددة"، لافتا إلى أن المذيعتين السوريتين ريتا معلوف وألمى عنتابلي تقدمتا باستقالتيهما بسبب التضييق الشديد، كما أقيل منذ فترة رئيس تحرير الأخبار مصطفى سعيد، واستقدم مذيع "العربية" هاني أبو عيّاش بدلا منه.
وأضاف: "إن كان السوري هو المستهدف فعلا باعتبار أن زينة وألمى وريتا من الجنسية ذاتها، لا أعرف كيف لمحطة ناشئة لم تكمل سوى خمسة أعوام تعاقب عليها ثلاثة رؤساء تحرير هم ياسر ثابت، ومصطفى سعيد وهاني أبو عيّاش حتى الآن؟ هل صارت المحطة بيئة طاردة؟"، مستطردا: "السلوك الإداري الذي يتم التعاطي فيه مع العاملين في المحطة ينقصه الوعي والمهنية والمسؤولية".
وأشار المصدر إلى أن زملاءه مضطرون للصمت في الوقت الحالي، مؤكدا أن معطيات كثيرة عن كواليس ما حدث ستظهر إلى العلن لاحقا.