مُباشرة عقب إعلان حزب الله اللبناني، عن استشهاد أمينه العام، حسن نصر الله، عبر بيان نعي رسمي، اليوم السبت؛ اتّجهت الأنظار لمن سوف يتولّى فراغ القيادة، فيما تصدّر المشهد، من وُصف بكونه المرشّح الأبرز، وهو هاشم صفي الدين.
يُشبهه تماما.. من يكون؟
في ظل شحّ المعلومات بخصوص الآلية التي سوف يتّبعها حزب الله اللبناني، في اختيار خليفة حسن نصر الله، عقب استشهاده، بعد 32 عاما على رأس جماعته؛ تحدّثت عدد من التقارير الإعلامية، عن "شبيه نصر الله"، الذي أُعد لخلافته منذ عام 1994، بعد دراسته في قم بإيران.
هو هاشم صفي الدين، صهر قاسم سليماني القائد السابق لـ"فيلق القدس" في "الحرس الثوري" الإيراني، وابن خالة حسن نصر الله، ويُنعت بأنه شبيه حسن نصر الله، في كل من الشّكل والجوهر.
وفي ظل غياب المعلومات الوافية بخصوص صفي الدين، فإن المتوفّر منها، يشير إلى كونه من مواليد عام 1964، في بلدة دير قانون النهر، المتواجدة في صور جنوب لبنان.
درس صفي الدين في إيران، ثم قدِم إلى العاصمة اللبنانية، بيروت، ليتولّى رئاسة المجلس التنفيذي الذي يعدّ بمثابة "حكومة الحزب". فأصبح إثر ذلك "اليد اليُمنى" لنصر الله، والرّجل الثاني في حزب الله. وخلال عام 2017، تم إدراج هاشم صفي الدين، على قائمة "الإرهاب الأمريكية".
من إدارة مؤسسات الحزب إلى إدارة أمواله وكذا استثماراته في الداخل والخارج.. كان صفي الدين، مكلّفا بكافة الملفات الهامّة داخل حزب الله، لمدّة ثلاثة عقود. باستثناء فقط ما يوصف بـ"الملفات الاستراتيجية" وهي التي كان يُشرف عليها حسن نصر الله بشكل مباشر.
وتزوج صفي الدين، خلال عام 1983، من ابنة عضو المجلس التشريعي للمجلس الإسلامي الشيعي في لبنان، محمد علي الأمين.
هل كان يتم تجهيز صفي الدين للخلافة؟
قبل ما يناهز الـ16 عاما، كانت صحيفة إيرانية، قد أدرجت اسم صفي الدين، كأحد أبرز المرشّحين لخلافة حسن نصر الله، بالقول إن "القرار مُتّخد منذ أكثر من ذلك بسنوات طويلة".
وبحسب عدد من المصادر الإعلامية، المُتفرّقة، قبل أكثر من عقد من الزمن، فإن اختيار صفي الدين من أجل خلافة حسن نصر الله، أتى بعد سنتين فقط من تولّي نصر الله لمنصب الأمين العام لحزب الله، خلال عام 1992، خلفا لعباس الموسوي، الذي اغتاله جيش الاحتلال الإسرائيلي، خلال العام ذاته.
وظلّ صفي الدين، لسنوات طويلة خفيّا عن الأنظار، غير أن عدّة إجراءات أمنية مشددة أحاطت بحسن نصر الله، دفعته للظهور بدلا منه، في عدد من الفعاليات البارزة داخل الحزب، أبرزها ما ارتبط بجنازات عناصره وقياداته.
هل تأثّر بالثورة الإيرانية؟
في إحدى كتاباته، قال صفي الدين، إن "الساحة الإسلامية الشيعية اللبنانية كان الغالب عليها الانحياز الكبير لمنتجات الفكر الآتي من النجف ولتجربته في كثير من الأحيان بينما غاب عنها إلى حد كبير الخصوصيات القومية إلا في بعض الحالات النادرة".
وتابع: "بشكل مفاجئ وخلافا للتوقعات المعيشة في عموم الساحة الإسلامية أطل فجر الانتصار للثورة الإيرانية، بقيادة الإمام الخميني، ليحقق حلما كبيرا للنهج الإسلامي المتحرر معلنا نجاحا باهرا وصاعقا".
كذلك، يرى صفي الدين أن "نظرية ولاية الفقيه من أهم النظريات التي أخرجها الإمام الخميني من الأدلة الشرعية والعقلية لتكون مشروعا كاملا يعالج أهم المشكلات التي واجهت الحركات الإسلامية والتي أدت إلى حالة التشرذم".