أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الأحد، عن حصيلة ضخمة لخسائر الجيش الأوكراني خلال الحرب المستمرة منذ 6 أشهر، في وقت دعا الرئيس فولوديمير زيلينسكي لإجلاء إلزامي لسكان منطقة إستراتيجية شرقي البلاد.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، إيغور كوناشينكوف، إن قوات بلاده دمرت 4 آلاف و195 دبابة ومدرعة تابعة للجيش الأوكراني، منذ بداية الحرب أواخر فبراير/ شباط الماضي.
وأوضح أنه منذ بداية الحرب أيضا تم إسقاط 261 مقاتلة، و145 طائرة مروحية، و1649 طائرة مسيرة، إلى جانب تدمير 361 منظومة دفاع جوية، و773 قاذفة صواريخ، و3220 مدفعية و4619 مركبة عسكرية خاصة.
وفي 24 فبراير/ شباط الماضي، أطلقت روسيا هجوما على أوكرانيا تبعه رفض دولي وعقوبات اقتصادية مشددة على موسكو التي تشترط لإنهاء عمليتها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية والتزام الحياد، وهو ما تعده الأخيرة "تدخلا" في سيادتها.
هجوم خطير
وتأتي الحصيلة الروسية في وقت قالت موسكو إن هجوما بطائرة مسيرة استهدف صباح الأحد مقر قيادة أسطولها في البحر الأسود بشبه جزيرة القرم، واتهمت أوكرانيا بتنفيذه وهو ما نفته الأخيرة.
وقال المكتب الصحفي لأسطول البحر الأسود إن طائرة مسيرة يدوية الصنع تحمل عبوة ناسفة قصفت مقر الأسطول في مدينة سيفاستوبول بالقرم، مضيفا أن الانفجار لم يكن قويا وأدى إلى إصابة 5 أشخاص إثر تطاير شظايا الزجاج.
وقبل ذلك، اتهم ميخائيل رازفوجايف حاكم سيمفيروبل (عاصمة شبه جزيرة القرم) من وصفهم بالقوميين الأوكرانيين بتنفيذ الهجوم بهدف تعكير صفو الاحتفالات في روسيا بيوم البحرية.
وأضاف أن جميع الفعاليات الاحتفالية بيوم البحرية تم إلغاؤها في شبه جزيرة القرم (التي ضمتها روسيا عام 2014) -بما في ذلك في سيفاستوبول- لدواع أمنية، مشيرا إلى أن جهاز أمن الدولة يحقق في الحادث.
وفي موسكو، دعا فلاديمير جباروف النائب الأول لرئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس الاتحاد الروسي إلى الرد على ما جرى في سيفاستوبول عبر استهداف مراكز صنع القرار في كييف.
في المقابل، نفى الجيش الأوكراني الاتهامات الروسية، وقال المتحدث باسم القيادة الإقليمية العسكرية في أوديسا سيرهي براتشوك إن اتهام الجيش الأوكراني باستهداف أسطول البحر الأسود الروسي في شبه جزيرة القرم يشكل استفزازا صريحا ومتابعة لسياسة الأكاذيب المستمرة من قبل روسيا، على حد تعبيره.
وأضاف براتشوك أن "تحرير شبه جزيرة القرم الأوكرانية المحتلة سيحدث بطريقة أخرى أكثر فاعلية".
وتم الإعلان عن الهجوم قبل ساعات من بدء الاحتفالات في روسيا بالذكرى السنوية لتأسيس أسطولها الحربي، حيث حضر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العرض العسكري الأكبر للبحرية الروسية في مدينة سان بطرسبورغ.
إخلاء إلزامي
وفي التطورات الميدانية، أعلن الرئيس الأوكراني أمس إجلاء إلزاميا للسكان من مقاطعة دونيتسك بإقليم دونباس شرقي البلاد بسبب ما وصفه بالإرهاب الروسي، في إشارة إلى الاتهامات الأوكرانية للقوات الروسية بتدمير البنى التحتية وقصف المدنيين في المنطقة.
وقال زيلينسكي "لا يزال مئات آلاف الأشخاص والأطفال في مناطق القتال العنيف في منطقة دونيتسك (…) كلما زاد عدد الأشخاص الذين غادروا منطقة دونيتسك، قل عدد القتلى على يد الجيش الروسي"، مؤكدا أن قراراً حكومياً اتُخذ بشأن "إخلاء إجباري" للمنطقة.
وكانت إيرينا فيريشتشوك، النائبة الأولى لرئيس الوزراء الأوكراني، أعلنت الإجلاء الإلزامي لجميع سكان دونيتسك التي تشكل مع لوغانسك إقليم دونباس، وبررت القرار بشبكات الغاز المدمرة وغياب التدفئة في الشتاء المقبل على المنطقة. وتقدر السلطات الأوكرانية عدد السكان المتبقين في دونيتسك بنحو 200 ألف شخص.
في هذه الأثناء، قال أوليكسي أريستوفيتش مستشار الرئيس الأوكراني، إنه يتوقع أن تكون القوات الروسية جاهزة لمرحلة جديدة من التصعيد جنوبي البلاد.
وأضاف أريستوفيتش أن الجيش الروسي حرك قطاعات كبيرة من قواته من مناطق شمال شرقي أوكرانيا باتجاه الجنوب.
وحذّر من أن مناطق الجنوب ستشهد المرحلة الأخطر منتصف الشهر القادم، بالتزامن مع البدء الفعلي لتطبيق اتفاق الحبوب الأوكرانية وانطلاق أولى السفن من موانئ أوديسا (جنوب) باتجاه إسطنبول.
وحاليا تدور معارك ضارية بين القوات الروسية وانفصاليي لوغانسك ودونيتسك والقوات الأوكرانية على ضفتي نهر دنيبرو، بدءا من زاباروجيا مرورا بمقاطعة ميكولايف وانتهاء بمقاطعة خيرسون التي تحاول القوات الأوكرانية عزل القوات الروسية فيها غرب نهر دنيبرو عن إمداداتها القادمة من شبه جزيرة القرم.
وتحدث الطرفان أمس عن قتل أعداد كبيرة من الجنود وتدمير مواقع عسكرية في خيرسون ودونيتسك، في حين تعرضت أجزاء من ميكولايف لقصف روسي وُصف بالأعنف منذ بدء الحرب في 24 فبراير/شباط الماضي.