يسود التوتر بين حزبي "المستقبل" بزعامة أحمد داود أوغلو، و"الديمقراطية والتقدم" بقيادة علي باباجان على خلفية إنشاء تحالف ثالث لخوض الانتخابات المقبلة المقرره في حزيران/ يونيو المقبل.
ولا تعد فكرة "التحالف الثالث" وليدة اللحظة، فقد جرى طرحها سابقا وتهدف لتشكيل تحالف ما بين أحزاب "المستقبل" و"الديمقراطية والتقدم" و"السعادة".
وبدأ التوتر على خلفية تصريحات لزعيم "الديمقراطية والتقدم" علي باباجان، والتي كشف فيها عن مقترح قدمه داود أوغلو له لتشكيل تحالف يتكون من الأحزاب الثلاثة.
وأوضح باباجان أنه جرى تقديم المقترح إلى هيئة رئاسة حزبه للتشاور، ولكنه قوبل بالرفض التام بالإجماع من كافة الأعضاء البالغ عددهم 21، مضيفا أن "الأمر يتعلق بكيفية تعريف أنفسنا كحزب".
وردا على تصريحات باباجان، كتب عبد القادر بايكاي العضو المؤسس في حزب المستقبل ونائب رئيس السياسات الاجتماعية، في تغريدة في حسابه على "تويتر": "الخطأ الأكبر يقع على الذي اعتبرك رجلا وقدم لك هذا العرض".
وردا على التغريدة، هاجم توناهان إيلماس العضو المؤسس في حزب "الديمقراطية والتقدم"، بايكاي متسائلا: "هل أنت أحد مؤسسي حزب المستقبل.. السيد علي (باباجان) وأحمد هوجا (داود أوغلو) أصدقاء قدماء وعملا معا في السياسة لعدة سنوات، ويقدم الطرفان مساهمات في الطاولة السداسية من أجل مستقبل البلاد"، وأضاف: "عار عليك".
أما أحمد باشجي محامي داود أوغلو فرد قائلا: "لو بقينا وحدنا وحصلنا على 1 بالمئة من الأصوات فلن نجتمع مع حزب الديمقراطية والتقدم.. وهذا موقفي الشخصي"، فيما قال بيرام علي أكيوز مساعد رئيس لجنة الشؤون الانتخابية والقانونية في حزب المستقبل: "بفضلكم وبفضل أعضاء مجلسكم الـ21 تخلصنا من عبء التحالف معكم".
ورد أحمد روز من حزب الديمقراطية والتقدم على كلمات بايكاي بالقول: "كن مؤدبا كيف تتحدث هكذا (عن باباجان)؟.. هل أصبحنا أعداءكم لأننا لم نتحالف معكم؟".
الكاتب التركي محرم ساريكايا في تقرير على صحيفة "خبر ترك"، ذكر أن المثير للاهتمام أن النقاش وصل إلى هذا المستوى من أعضاء المجالس الإدارية في الحزبين.
وأوضح أن مسألة التحالف ليست بجديدة، وقبل الانضمام إلى الطاولة السداسية قامت مجموعة من المفكرين الذين تركوا حزب العدالة والتنمية نقاشا بشأن عمل حزبي "المستقبل" و"الديمقراطية والتقدم" معا، وخلصوا إلى أن ذلك سيخلق تآزرا كبيرا ويجذب المزيد من المؤيدين لاسيما من ناخبي الحزب الحاكم.
وتابع بأن هذه المجموعة توجهت إلى داود أوغلو أولا بشأن الفكرة والذي بدوره نظر إلى الأمر يإيجابية وبعد ذلك توجهوا إلى باباجان الذي لم ينظر إلى المقترح بحرارة وأكد أنه سيذهب بطريقه الخاص، وهو لا يفكر بالاندماج مع حزب آخر أو تكوين أي تحالف حاليا.
وأجريت دراسات بشأن عدم ابتعاد الناخب عن حزب العدالة والتنمية بحسب الكاتب الذي أشار إلى أن المحافظين يشعرون بالقلق من خسارة المكاسب التي جرى تحقيقها من خلال حزب العدالة والتنمية.
بدوره قال الكاتب التركي حسين قولرجي، في تقرير على صحيفة "ستار"، إنه عندما التقى داود أوغلو مع زعيم حزب السعادة تمل كارامولا أوغلو في 5 آب/ أغسطس الماضي، وفي الـ23 من الشهر ذاته مع باباجان قدم هذا العرض بحيث يكون تحالفا بينهم داخل تحالف الطاولة السداسية.
وأشار الكاتب إلى أن المنطق الذي استند إليه داود أوغلو، أنه ليس من السهل جذب أصوات ناخبي "العدالة والتنمية" عند النظر لأحزابهم مع حزبي "الشعب الجمهوري" و"الجيد"، لافتا إلى أن كارامولا أوغلو أبدى موافقته على المقترح لكن باباجان رفضه.
وتابع بأن حقيقة الأمر هي أن حزب باباجان وفقا لتطلعاته ليس محافظا، بل يريدون تكريس أن يكون ليبراليا، وباختصار لا يريد زعيم "الديمقراطية والتقدم" أن ينظر إليه جنبا إلى جنب مع داود أوغلو.