أعلنت تركيا أنها سوف توقف طلبي فنلندا والسويد بشأن الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو"، في حال لم تلتزما بالتعهدات التي قطعتاها على نفسيهما.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاثنين حول التزامات البلدين بخصوص مكافحة الإرهاب، إنه يعتقد أن السويد "لا تلتزم بشكل جيد" حاليا.
وتقدمت كل من فنلندا والسويد بطلب للانضمام للحلف الدفاعي ردا على الغزو الروسي لأوكرانيا، لكنهما قوبلتا بمعارضة من تركيا التي تتهمهما بدعم جماعات تعتبرها إرهابية.
وأشار أردوغان إلى مشاركته في قمة زعماء الناتو التي انعقدت بإسبانيا في 27 يونيو/حزيران الماضي، مؤكدا أنه اتخذ موقفا واضحا وقاطعا بشأن سير سياسة توسيع الحلف على ضوء مخاوف تركيا.
وتابع: "أود التذكير مجددا بأننا سنجمد العملية في حال لم يتخذ البلدان الخطوات اللازمة للإيفاء بشروطنا".
وأضاف: "لا نرى مؤشرات جيدة من السويد على وجه الخصوص حول تعهداتها لتركيا في هذا الشأن".
وتقدمت السويد وفنلندا في 18 مايو/ أيار الماضي، بطلب رسمي للانضمام إلى الناتو، بعد أن سرّعت الحرب الروسية ضد أوكرانيا باتخاذ قرار المضيّ في هذا المسار.
وفي 28 يونيو/ حزيران الفائت، وقعت تركيا والسويد وفنلندا، مذكرة تفاهم ثلاثية بشأن عضويتهما في الناتو، على هامش قمة الحلف في مدريد، بعد تعهدهما بالاستجابة لمطالب أنقرة وتبديد مخاوفها الأمنية.
على جانب آخر، أكّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنّه "لا مشكلة" لدى بلاده بانضمام فنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطلسي، محذّراً في الوقت نفسه من نشر وحدات عسكرية ومنشآت في البلدين من شأنها أن تهدّد أمن بلاده.
وقال بوتين: "لا مشاكل لدينا مع السويد وفنلندا كتلك التي لدينا مع أوكرانيا. إذا رغبت فنلندا والسويد فلتنضمّا، الأمر يخصّهمها، يمكنهما الانضمام إلى حيث ما تريدان".
وأضاف: "لا خلافات حدودية بيننا (...) ليس هناك ما يمكن أن يزعجنا بشأن انضمام السويد وفنلندا إلى الحلف الأطلسي".
لكنّ الرئيس الروسي حذّر من أنّه "إذا نُشرت هناك وحدات عسكرية وبنى تحتية عسكرية، فسنضطرّ للردّ بالمثل وخلق نفس التهديدات للأراضي التي تنطلق منها التهديدات لنا".
ويمثّل تصريح بوتين تحوّلاً، إذ إنّ موقف بلاده من احتمال انضمام الدولتين الإسكندنافيتين إلى التحالف العسكري الغربي كان يعتبر هذه التطلّعات "عاملاً مزعزعاً للاستقرار".