وجهت أوروبا الأربعاء انتقادات لروسيا واتهمتها باستخدام الغذاء سلاحا للحرب في أوكرانيا، في حين أكدت موسكو استعدادها لإنهاء أزمة سفن شحن الحبوب، واتهمت بدورها كييف بعرقلة الشحن.
وقال وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو إن أزمة الغذاء قد تصبح عالمية ما لم يتم التحرك فورا وهي تهدد بزعزعة استقرار الدول الهشة وبموجات مهاجرين جديدة.
وخلال أول جلسة للحوار مع دول البحر المتوسط حول الأمن الغذائي في المنطقة، شدد الوزير الإيطالي على أن إيطاليا ستدفع باتجاهات مختلفة لحل الأزمة.
وأضاف أن الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة لحل أزمة الأمن الغذائي، مؤكدا انتظار إشارات من روسيا للسماح بنقل الحبوب.
ويهدف الحوار الذي يشارك فيه برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "فاو" (FAO)، إلى رفع الحصار عن كميات القمح المحتجزة في أوكرانيا بسبب الحرب الروسية.
من جهته، قال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل إن روسيا تدمر أوكرانيا، ويجب أن تدفع كلفة إعادة الإعمار.
وأضاف ميشيل في كلمة له أمام البرلمان الأوروبي في مدينة ستراسبورغ الفرنسية أنّ الكرملين يستخدم الغذاء كسلاح حرب.
بدورها أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أن حوالي 300 مليون شخص معرضون لانعدام الأمن الغذائي حول العالم هذا العام.
وخلال كلمة أمام البرلمان الأوروبي، شددت فون دير لاين على أنه يجري التحقق من أن الحبوب العالقة في أوكرانيا ستصل إلى العالم.
الرد الروسي
ومقابل هذه الاتهامات، أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن استعداد بلاده لضمان أمن السفن المغادرة للموانئ الأوكرانية، وعن جاهزيتها للقيام بذلك مع تركيا.
وفي مؤتمر صحفي عقده الأربعاء مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو في المجمع الرئاسي التركي بالعاصمة أنقرة، لفت لافروف إلى أنه إذا كان الجانب الأوكراني مستعدا لإزالة الألغام فنحن جاهزون أيضا لفتح ممر في البحر الأسود (لتصدير الحبوب).
وشدد على أن روسيا تولي أهمية كبيرة لجهود أصدقائها الأتراك الرامية إلى فتح ممر في البحر الأسود، مشيرا إلى أن الرأي العام يعرف جيدا أهداف العمليات العسكرية الروسية، وأن بلاده ستحقق هذه الأهداف.
أجواء إيجابية
من جانيه، قال جاويش أوغلو إنه من الضروري وضع خطة لسفن شحن الحبوب الأوكرانية وتطبيقها، مشيرا إلى أن لافروف قال إن تركيا تحاول إخراج الحبوب الأوكرانية من الموانئ ولكن القوات الأوكرانية تمنع إخراجها.
وأشار إلى وجود أجواء أكثر إيجابية مما كانت عليه قبل أسابيع قليلة للعودة إلى المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا.
وفي وقت سابق، قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إن ميناء بيرديانسك وماريوبول الأوكرانيين، اللذين كانت القوات الروسية سيطرت عليهما، جرى تطهيرهما من الألغام كي يكونا جاهزين لاستئناف شحن الحبوب.
من جانبه، نفى الكرملين وجود اتفاقات واضحة بشأن إخراج الحبوب من أوديسا، مؤكدا وجوب إزالة أوكرانيا للألغام قرب الموانئ لتحقيق ذلك.
وقالت الخارجية الأوكرانية في بيان إنها لن تقبل أي اتفاق بين تركيا وروسيا لا يأخذ في الاعتبار مصالحها بشأن تصدير الحبوب.
وأعربت الخارجية الأوكرانية عن تقدير جهود تركيا، لكنها شددت على ضرورة أن يبرم أي اتفاق بشأن تصدير الحبوب بمشاركة جميع الأطراف المعنية.
وأضافت أن كييف تحتاج إلى ضمانات أمنية فعالة من خلال تزويدها بالأسلحة المناسبة لحماية سواحلها من التهديدات البحرية الروسية، وإشراك قوات بحرية من دولة ثالثة للقيام بدوريات ضمن مناطق محددة في البحر الأسود.