زار وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، الأربعاء 25 مايو/أيار 2022، المسجد الأقصى في مدينة القدس الشرقية، ومن دون أي مرافقة من قوات الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما طالبت به أنقرة قبل زيارة أوغلو.
هذه الزيارة تمّت بضيافة دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، واجتمع تشاووش أوغلو مع مسؤولي دائرة الأوقاف، وعلى رأسهم مديرها العام عزام الخطيب في باب المجلس، أحد أبواب المسجد الأقصى.
كانت وسائل إعلام إسرائيلية قد نقلت قبل الزيارة عن "مسؤول مطلع على التفاصيل"، أنَّ تشاووش أوغلو أراد زيارة الأقصى دون أي إسرائيليين رفقته، وأضافت أنَّ خطته هذه أثارت أيضاً جدلاً يشمل جهاز الأمن الداخلي "الشاباك" حول البروتوكول الأمني لزيارته.
وكالة الأناضول نقلت عن مصادر دبلوماسية في وزارة الخارجية التركية قولهم إن تشاووش أوغلو قال خلال اللقاء إنه "أعرب بوضوح للجانب الإسرائيلي عن هواجس تركيا تجاه القدس والمسجد الأقصى"، وأضاف أن "المسجد الأقصى حاضر في أدعية الشعب التركي".
كذلك أكد تشاووش أوغلو أن تركيا "تبذل قصارى جهدها كي لا تهمل منظمة التعاون الإسلامي وكافة البلدان الإسلامية القدسَ والمسجد الأقصى".
الوزير التركي كان قد تجوّل خلال الزيارة في المسجد الأقصى، واستمع إلى شرح عن تاريخه والتطورات فيه.
تُعد هذه الزيارة هي الأولى من نوعها لمسؤول تركي رفيع منذ 15 عاماً، وكان تشاووش أوغلو قد وصل إلى المنطقة، الثلاثاء 24 مايو/أيار 2022، حيث التقى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، في مدينة رام الله، فيما التقى الأربعاء 25 مايو/أيار 2022، مسؤولين إسرائيليين، على رأسهم وزير الخارجية يائير لابيد.
العلاقات الاقتصادية
في سياق متصل، قال وزيرا خارجية تركيا وإسرائيل، إن الجانبين يأملان في توسيع نطاق العلاقات الاقتصادية، لدى سعيهما لإنهاء التوتر في العلاقات، الذي استمر لأكثر من عقد.
وزير الخارجية الإسرائيلي لابيد، قال في بيان، وهو بجوار نظيره التركي: "الهدف هو تشكيل وتوسيع التعاون الاقتصادي والمدني بين بلدَيْنا، ورفع الميزات التي يملكها بَلَدانا إقليمياً وعالمياً، حتى خلال الجائحة، وحتى في أوقات التوتر السياسي".
كذلك أشار الوزيران إلى أنهما سيبدآن العمل على اتفاقية جديدة بخصوص الطيران المدني.
يأتي هذا بينما تعمل تركيا وإسرائيل على إصلاح علاقاتهما المتوترة منذ فترة طويلة، وبرز مجال الطاقة كمجال أساسي للتعاون المحتمل، وقال تشاووش أوغلو: "نعتقد أن تطبيع علاقاتنا سيكون له أيضاً أثر إيجابي على الحل السلمي للصراع. تركيا مستعدة لتحمل مسؤولية مواصلة الجهود الرامية للحوار".
يُذكر أن الجانبين طردا السفيرين في 2018، وتبادلا الاتهامات والتصريحات الحادة بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.