تعرّض رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون لهزيمة في البرلمان، حيث لم يستطع منع قرار يجبره على نشر تفاصيل تعيين صديق له من أصل روسي عضوا في مجلس اللوردات، رغم تحذير المخابرات البريطانية.
وكانت صحيفة الصاندي تايمز قد ذكرت، هذا الشهر، أن جونسون تجاهل تحذيرا من المخابرات البريطانية بشأن صديقه يفجيني ليبيديف، وعيّنه في مجلس اللوردات في 2020.
وطرح حزب العمال المعارض مذكرة على البرلمان؛ لإجبار الحكومة على تفاصيل التعيين. وحاولت الحكومة عرقلة التصويت، لكن تهديد متمردين في حزب المحافظين الحاكم بدعم المعارضة والتصويت لصالح المذكرة، أجبر جونسون على السماح لنواب حزبه بالغياب؛ خوفا من خسارة التصويت، ما سمح بتمرير المذكرة. والآن أمام الحكومة مهلة حتى 28 نيسان/ أبريل لتنفيذ قرار البرلمان.
وبحسب تقرير الصاندي تايمز، فإن المخابرات البريطانية عبرت عن مخاوف تجاه ليبيديف، رجل الأعمال المولود في روسيا وابن عميل المخابرات السوفييتية (كي جي بي) ألكسندر ليبيديف، الذي كان عميلا سريا تحت غطاء السفارة في لندن.
ورد يفجيني ليبيديف بأنه يرحب بنشر التوصية التي قدمتها المخابرات إلى لجنة تعيين أعضاء مجلس اللوردات. وقال ضمن سلسلة تغريدات الثلاثاء: "ليس لدي شيء أخفيه". وقال إنه يفخر بكونه مواطنا بريطانيا، وأنه قضى كل مراحل الطفولة منذ مرحلة الدراسة الابتدائية في المملكة المتحدة.
وذكر ليبيديف أن زعيم حزب العمال المعارض كير ستارمر كان قد أرسل إليه رسالة لتهنئته عقب تعيينه في مجلس اللوردات.
وكانت صحيفة الغارديان قد ذكرت، في تشرين الأول/ أكتوبر 2020، أن جونسون التقى ليبيديف قبل وقت قصير من رسالة وجهتها إليه لجنة التعيينات في مجلس اللوردات، عبرت فيها عن مخاوفها بشأن ترشيح ليبيديف لعضوية المجلس، ودعت لإعادة النظر في إدراج اسمه.
وذُكر أن لجنة التعيينات كان لديها تقرير سري من المخابرات، يحذر من احتمال أن يشكل تعيين ليبيديف خطرا أمنيا؛ نظرا لخلفية والده، بوصفه عميلا للمخابرات السوفييتية.
لكن رئاسة الوزراء زعمت أن جونسون تلقى بعد ذلك تطمينات من الوكالات الأمنية، وأن هذه الوكالات قدمت معلومات إضافية قادت في النهاية إلى نتيجة مختلفة سمحت بالمضي قدما في التعيين.
من جهتها، نقلت صحيفة الصاندي تايمز عن دومينيك كامنغر، كبير مستشاري جونسون سابقا، أنه كان حاضرا عندما أبلغ مسؤولو الحكومة جونسون بأن الأجهزة الأمنية و"أطرافا أخرى في الدولة العميقة" لديها "مخاوف حقيقية حول خطط رئيس الوزراء" لتعيين ليبيديف.
وذكر كامنغر أن جونسون توقف لاحقا عن مناقشة هذه القضية معه، "ولجأ إلى دمية تسللت في مكاتب الحكومة لتنفيذ الصفقة".
لكن جونسون نفى أن يكون قد تدخل لضمان تعيين ليبيديف، كما أن الأخير قال إنه "ليس عميلا روسيّا".
وسبق أن نشر ليبيديف رسالة في صحيفتي الإندبندنت وإيفننج ستاندرد اللتين يملكهما؛ نفى فيها أن يكون خطرا أمنيا، متحدثا عن حالة الـ"روسيافوبيا" (رهاب روسيا). كما أدان الغزو الروسي لأوكرانيا، وطالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بوقف الحرب.
ويرتبط جونسون بعلاقة صداقة قوية مع ليبيديف الذي استضافه في حفلات في إيطاليا ولندن عدة مرات، آخرها بعد الانتخابات الأخيرة في كانون الأول/ ديسمبر 2019.
ويُتهم حزب المحافظين تحت قيادة جونسون بالاستفادة من تبرعات مالية من أصحاب الأموال الروس في بريطانيا، رغم ما يدور حول علاقة هؤلاء ببوتين. وتلقى الحزب منذ أن تسلم جونسون قيادته في 2019 نحو مليوني جنيه إسترليني من متبرعين روس.