[ المظاهرات الاحتجاجية تتواصل للأسبوع الثاني أمام البيت الأبيض (الأناضول) ]
شهدت العاصمة واشنطن ومدن أميركية عدة احتجاجات على مقتل جورج فلويد وتنديدا بعنف الشرطة، في حين أمر الرئيس ترامب بسحب الحرس الوطني من العاصمة واشنطن، معتبرا أنّ الوضع صار تحت السيطرة، بينما يتزايد تشاؤم الجمهوريين بشأن المسار الذي تسلكه البلاد في الوقت الحالي.
واستمرت الاحتجاجات الشعبية الصاخبة في شوارع واشنطن وأمام البيت الأبيض بدعوة من منظمات أهلية وسياسية.
وفي نيويورك تجمع محتجون في ميدان "واشنطن" جنوب حي مانهاتن، في إطار مسيرات وتحركات احتجاجية خرجت في المدينة للمطالبة بإنهاء ما يصفه المحتجون بالتمييز العنصري، ووضع حد لما يقولون إنه عنف غير مبرر من قبل الشرطة.
مشروع قانون ردا على وفاة فلويد
وفي سياق ردود الأفعال غير الجماهيرية على مقتل فلويد، يعتزم ديمقراطيون بقيادة نواب من أصول أفريقية في الكونغرس الأميركي طرح تشريع لمكافحة عنف الشرطة وغياب العدالة بين الأعراق، بما يشمل تسهيل إجراءات الملاحقة القضائية للضباط الذين يرتكبون جرائم قتل.
ويكشف تكتل لمشرعين من أصول أفريقية في الكونغرس مع أكثر من 50 عضوا من مجلسي النواب والشيوخ غدا الاثنين عن التشريع الذي يُتوقع أن يشمل منع استخدام الشرطة لأوضاع الخنق وتصنيف المشتبه بهم وفقا للعرق، وأن يتطلب تثبيت كاميرات لدى أفراد الشرطة، وإخضاع أجهزتها لمجالس رقابة مدنية، وفرض بروتوكولات جديدة لعملها تحد من استخدام القوة الفتاكة، وإلزام عناصرها بالتدخل إذا شهدوا مخالفة لقواعد العمل.
ويحظى التشريع الذي يُتوقع أيضا أن يؤسس لقاعدة بيانات وطنية تحدد مخالفات الشرطة للقواعد، بدعم من كبار الساسة الديمقراطيين، ومن بينهم رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي وزعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر.
نشر الجنود في واشنطن
وفي تطور متصل، أمر الرئيس دونالد ترامب اليوم الأحد بسحب الحرس الوطني من العاصمة واشنطن، معتبرا أن الوضع صار تحت السيطرة بعدما شهدت الأيام الفائتة احتجاجات على صلة بوفاة جورج فلويد.
وكتب على موقع تويتر "أصدرت الأمر للتو إلى حرسنا الوطني بالشروع في الانسحاب من (العاصمة) واشنطن بعدما صار كل شيء تحت السيطرة".
وأضاف ترامب أنهم سينسحبون "ولكن بإمكانهم العودة سريعا إذا اقتضى الأمر.. المتظاهرون عددهم أقل بكثير مما كان متوقعا أمس (السبت) مساء".
وكان مسؤول أميركي كبير كشف أن الرئيس ترامب قال لمستشاريه خلال الأسبوع الماضي إنه يريد نشر 10 آلاف جندي من قوات الجيش في منطقة العاصمة واشنطن لوقف الاضطرابات المدنية احتجاجا على مقتل مواطن أسود على أيدي الشرطة في مينيابوليس.
وتبين هذه الرواية لمطلب ترامب خلال مناقشة حامية في المكتب البيضاوي مدى اقتراب الرئيس من تنفيذ تهديده بنشر قوات الجيش النظامية رغم معارضة قيادات وزارة الدفاع.
وقال المسؤول إن وزير الدفاع مارك إسبر ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي ووزير العدل وليام بار أوصوا في ذلك الاجتماع بعدم نشر القوات.
وأضاف أن الاجتماع شهد خلافات في الرأي. ولم يرد البيت الأبيض على الفور على طلب للتعليق.
ومنذ ذلك الحين، أبدى ترامب رضاه عن نشر قوات الحرس الوطني، وهو الخيار الذي أوصت به وزارة الدفاع. ويعد الحرس الوطني الأداة التقليدية في التعامل مع الأزمات الداخلية.
وكان إسبر قد أبدى على الملأ يوم الأربعاء معارضته لنشر قوات الجيش العاملة في تصريحات للصحفيين لم تلق استحسانا من ترامب وكبار مساعديه. وقال المسؤول الأميركي إن ترامب صرخ في وجه إسبر بعد ذلك المؤتمر الصحفي.
وبينما ثارت تكهنات عما إذا كان الرئيس سيعزل إسبر، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كيلي مكيناني إن ترامب "لا يزال يثق بالوزير".
تشاؤم الجمهوريين
وفي سياق تداعيات الأزمات الحالية على شعبية ترامب، أصبح الجمهوريون أكثر تشاؤما بشأن المسار الذي تسلكه الولايات المتحدة من أي وقت مضى منذ أن تولى الرئيس دونالد ترامب الرئاسة، في وقت تكالبت فيه على رئاسته ثلاث أزمات هي جائحة فيروس كورونا والتراجع الاقتصادي والاحتجاجات الجماهيرية على وحشية الشرطة.
وأوضح استطلاع للرأي أجرته "رويترز/إبسوس" الأسبوع الماضي أن 46% فقط من الأميركيين الذين يعتبرون أنفسهم جمهوريين، يقولون إن البلاد تسير في الطريق السليم.
وهذه هي المرة الأول التي ينخفض فيها هذا الرقم إلى هذه الدرجة منذ أغسطس/آب 2017، عندما أدى تجمع نظمه متطرفون يؤمنون بتفوق الجنس الأبيض في تشارلوتسفيل بولاية فرجينيا إلى اشتباكات عنيفة مع محتجين مناوئين لهم.
وحتى أوائل مارس/آذار الماضي وقبل أن يتسبب فيروس كورونا في قرارات العزل العام على نطاق واسع في مختلف أنحاء البلاد، كان نحو 70% من الجمهوريين يقولون إنهم متفائلون بشأن مسار البلاد.
ولا تزال شعبية ترامب عند مستوى 40%، إذ لا تزال أغلبية كبيرة من الجمهوريين تستحسن أداءه بصفة عامة.
وقال 37% من الجمهوريين إن البلاد تسير في طريق خطأ، وقال 17% منهم إنهم سيصوتون لصالح بايدن إذا أجريت الانتخابات الآن، في حين لا يزال 63% من عموم الجمهوريين يعتزمون التصويت لصالح ترامب.
غير أن الخبراء يقولون إن طول فترة التشاؤم بين أنصار ترامب ربما ينذر بضعف محتمل قبل انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني القادم التي سيواجه فيها خصمه جو بايدن نائب الرئيس الديمقراطي السابق.