[ مصاب بفيروس كورونا في نيويورك وهي أكثر ولاية أميركية تضررا من الوباء (رويترز) ]
كورونا.. تراجع الوفيات في أميركا وتجارب سريرية بأوروبا وواشنطن تطالب بكين بفتح مختبراتها للتفتيش
مصاب بفيروس كورونا في نيويورك وهي أكثر ولاية أميركية تضررا من الوباء (رويترز)
سجلت أعداد الوفيات في الولايات المتحدة جراء فيروس كورونا تراجعا بعد انخفاض وتيرتها في أوروبا التي بدأت فيها تجارب سريرية على مصابين بالمرض، وفي حين توقعت منظمة الصحة العالمية استمرار تفشي الوباء لفترة طويلة طالبت واشنطن بكين بالسماح بتفتيش مختبراتها، وسط شكوك أميركية بأن الفيروس تسرب منها.
وأحصت جامعة جونز هوبكنز مساء أمس الأربعاء 1738 وفاة بكورونا خلال 24 ساعة، في انخفاض كبير مقارنة بالـ24 ساعة السابقة التي سجلت فيها 2751 وفاة، مما يرفع الإجمالي في الولايات المتحدة إلى أكثر من 46,500 حالة وفاة، في حين سُجلت أكثر من 41 ألف إصابة جديدة ليقفز الإجمالي إلى نحو 840 ألف إصابة.
وبالإضافة إلى الإصابات بين البشر، سُجلت في الولايات المتحدة أولى الإصابات بالفيروس بين الحيوانات، حيث تم الكشف عن إصابة قطّين اثنين في ولاية نيويورك، ويُعتقد أن العدوى انتقلت إليهما من السكان.
وقبل ساعات من الإعلان عن تراجع عدد الوفيات بنحو ألف حالة وفاة، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن بلاده بدأت في إعادة النشاط الاقتصادي، مشيرا إلى أن الرعاية الخاصة ستستمر، ولا سيما لكبار السن.
وأضاف ترامب في كلمة ألقاها في حديقة البيت الأبيض بمناسبة اليوم العالمي للأرض أنه سيعاد فتح المتنزهات الحكومية بعد إغلاقها بسبب تفشي الفيروس.
وتيرة أقل
وتشهد دول أوروبية -في مقدمتها إيطاليا وفرنسا وألمانيا- انخفاضا في أعداد الوفيات والإصابات، كما تتراجع أعداد المرضى بالفيروس في أقسام الرعاية المركزة، وفق تأكيدات السلطات الصحية في هذه البلدان.
وفي إيطاليا، ارتفع عدد الوفيات جراء الوباء إلى أكثر من 25 ألفا بعد تسجيل 437 وفاة جديدة خلال 24 ساعة، فيما تجاوز إجمالي الإصابات أكثر من 187 ألفا، ولكن أعداد الضحايا باتت تتراجع بشكل ملحوظ منذ عدة أيام.
وقال وزير الدفاع الإيطالي لورينزو غويريني للجزيرة إن بلاده تجاوزت مرحلة الذروة في الإصابات، مضيفا أن منحنى الإصابات الجديدة بدأ ينخفض، لكنه أكد على ضرورة الحذر والتقيد بالإجراءات الوقائية.
كما ارتفع عدد وفيات الفيروس في فرنسا إلى 21,340 بعد تسجيل 544 حالة جديدة، وبلغت حصيلة الإصابات أكثر من 183 ألفا، وتسجل فرنسا بدورها انخفاضا في وتيرة الضحايا شأنها في ذلك شأن إسبانيا المجاورة.
وفي إسبانيا، بلغ عدد الوفيات الجديدة 430، ليتجاوز الإجمالي 21 ألفا، في حين تجاوز عدد المصابين 208 آلاف، وقد طلب رئيس الوزراء بيدرو سانشيز تمديد فترة الإغلاق في بلاده حتى التاسع من الشهر المقبل.
وفي بريطانيا، ارتفعت حصيلة وفيات فيروس كورونا إلى 18,100 إثر تسجيل 789 وفاة جديدة، وتجاوز عدد الإصابات 133 ألفا، فيما أعلن وزير الصحة مات هانكوك أن بلاده بلغت ذروة انتشار الفيروس، لكنه نبه إلى أن من المبكر رفع حالة الإغلاق العام.
وفي تركيا -التي بدأ فيها منتصف ليلة الخميس حظر جديد للتجول لمدة أربعة أيام- ارتفع عدد الوفيات بسبب الوباء إلى 2376 بعد تسجيل 117 حالة خلال 24 ساعة، فيما تجاوز عدد الإصابات 98 ألفا بعد تسجيل 3048 إصابة جديدة.
وقال وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة إن بلاده سيطرت فعليا على تفشي الفيروس، مشيرا إلى أن شهر رمضان المبارك لا يعتبر فرصة لتخفيف التدابير الاحترازية ضد الوباء.
وفي روسيا، سجلت 57 وفاة جديدة، ليرتفع الإجمالي إلى أكثر من 500، بينما ناهز عدد الإصابات 58 ألفا.
أما في الصين التي انحسر فيها الوباء، فأعلنت اليوم الخميس عن عشر إصابات جديدة فقط بينها ست حالات وافدة، وكانت حصيلة اليوم السابق 30 إصابة.
وعالميا، أودى الوباء منذ ظهوره في ديسمبر/كانون الأول الماضي بالصين إلى الآن بحياة نحو 184 ألف إنسان، في حين تجاوز عدد الإصابات 2.6 مليون في 193 دولة ومنطقة، وفق موقع وورلد ميتر، فيما بلغ عدد المتعافين من المرض -بحسب الموقع ذاته- 717 ألف شخص.
فترة طويلة
وقد توقعت منظمة الصحة العالمية أمس الأربعاء أن تستمر أزمة تفشي فيروس كورونا "لفترة طويلة".
وقال مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس غيبريسوس خلال مؤتمر صحفي عبر الفيديو إن أغلبية الدول لا تزال في المراحل الأولى من التصدي للفيروس، معتبرا أن معظم سكان العالم عرضة للإصابة به.
وأضاف "لا يخطئن أحد، أمامنا طريق طويل، هذا الفيروس سيكون معنا لفترة طويلة".
تفتيش المختبرات
وفي واشنطن، طالب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أمس الأربعاء الصين بالسماح للمفتشين بالدخول إلى مختبراتها الحساسة، معربا عن قلقه حيال الإجراءات بشأن أمن تلك المختبرات.
وكان الرئيس ترامب ومسؤولون أميركيون آخرون عبروا عن شكوكهم في أن فيروس كورونا المستجد ربما تسرب من مختبر في مدينة ووهان التي انطلق منها الوباء أواخر العام الماضي.
وفي وقت سابق، أعلنت ولاية ميزوري الأميركية رسميا ولأول مرة أنها تقدمت بدعوى قضائية ضد الصين بتهمة إخفاء خطورة وباء كورونا المستجد، كما أعلنت الحكومة الأسترالية أنها طلبت الدعم من دول عدة -في مقدمتها الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا- لفتح تحقيق دولي بشأن الجائحة.
تجارب سريرية
في الأثناء، أعلن عن أول لقاح محتمل مضاد لفيروس كورونا ستبدأ تجربته سريريا، وقد مُنح معهد "باول إيرليش" البيولوجي الألماني الموافقة لإجراء أول اختبار سريري على اللقاح.
وحصلت شركة "بيونتيك" للتكنولوجيا الحيوية على موافقة لاختباره على مئتي متطوع.
وقال معهد باول إيرليش إن اختبار اللقاح على البشر علامة فارقة في طريق الحصول على لقاحات آمنة وفعالة ضد الفيروس للمواطنين في ألمانيا وخارجها، وإن موافقة المعهد جاءت نتيجة تقييم دقيق للمخاطر المحتملة للقاح.
كما تبدأ جامعة أكسفورد البريطانية أولى التجارب السريرية للقاح مضاد لفيروس كورونا.
وقال وزير الصحة البريطاني مات هانكوك إن المرحلة الأولى من التجارب ستجرى على 500 متطوع في ثلاثة أسابيع، وفي حال نجاحها سيتم توسيع النطاق ليشمل آلاف الأشخاص.
عربيا
عربيا، أعلنت السعودية الأربعاء تسجيل أكثر من 1140 إصابة جديدة، مما يرفع إجمالي الإصابات إلى أكثر من 12,700، في حين بلغ عدد الوفيات 114.
وفي الكويت، وصل إجمالي عدد الإصابات إلى 2248، كما تم تسجيل وفاتين جديدتين ليرتفع عدد الوفيات إلى 13.
وفي قطر، سجلت الأربعاء 608 إصابات جديدة، ليرتفع الإجمالي إلى أكثر من 7100، إضافة إلى 10 وفيات.
وأعلنت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية القطرية عن إقامة صلاة التراويح وخطبة الجمعة في شهر رمضان بأحد مساجد العاصمة القطرية وبشكل محدود.
أما في الإمارات فسجلت ست وفيات جديدة ليرتفع الإجمالي إلى 52، فيما تم تسجيل 483 إصابة جديدة بالفيروس ليرتفع إجمالي الإصابات إلى أكثر من 8238.
وفي عمان، تم تسجيل 106 إصابات جديدة بالفيروس ليرتفع العدد الإجمالي إلى 1614.
وأفاد مركز الرصد الصحي التابع لوزارة الصحة المغربية بأن عدد الإصابات بالفيروس في البلاد ارتفع إلى 3377 إصابة مؤكدة، كما بلغ عدد الوفيات 149.
أما في الجزائر فقد ارتفعت الوفيات بسبب كورونا إلى 402 بعد تسجيل 10 وفيات جديدة، فيما بلغ عدد الإصابات 2910 حالات.
وفي العراق، أعلنت وزارة الصحة تسجيل 29 إصابة جديدة بالفيروس، بينها 12 بالعاصمة بغداد، مما يرفع الإجمالي إلى 1631، فيما بلغ عدد الوفيات 83 حالة.
وفي لبنان، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية تسجيل وفاة واحدة و5 إصابات بكورونا، ليرتفع عدد الوفيات الإجمالي إلى 22 والإصابات إلى 682، كما تم تسجيل أول إصابة بالفيروس للاجئة فلسطينية من سكان مخيم الجليل في البقاع (شرقي لبنان).
وفي فلسطين، قالت وزارة الصحة الفلسطينية إنه تم تسجيل إصابة جديدة بفيروس كورونا، ليرتفع إجمالي المصابين إلى 335، منهم 17 في غزة، والباقون في الضفة الغربية، في حين توفي 44 مغتربا فلسطينيا.
وفي مصر، سجلت 169 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد و12 وفاة، مما يرفع عدد الإصابات رسميا إلى 3659 حالة، والوفيات إلى 276 حالة.
وفيما أقر البرلمان المصري الأربعاء نهائيا تعديلات على قانون الطوارئ تعزز صلاحيات الرئيس عبد الفتاح السيسي في مواجهة تفشي فيروس كورونا، وقد تعهد السيسي بإعادة آلاف المصريين العالقين في الخارج.