[ فيروس كورونا المستجد ظهر للمرة الأولى في مقاطعة ووهان الصينية في ديسمبر/كانول الأول الماضي (رويترز) ]
سجلت الصين حصيلة يومية خالية من الوفيات بفيروس كورونا، وجلبت إسرائيل دواء تجريبا للفيروس من اليابان في عملية سرية، بينما تواصل في الولايات المتحدة تسجيل أرقام الوفيات القياسية، ويعقد مجلس الأمن الدولي الخميس أول اجتماع له بشأن الفيروس.
وللمرة الأولى منذ ظهور فيروس كورونا، خلت الحصيلة اليومية في الصين من الوفيات في سابقة من نوعها في هذا البلد منذ بدأ -في يناير/كانون الثاني- الإعلان يوميا عن عدد ضحايا وباء كوفيد-19.
وقالت لجنة الصحة الوطنية في الصين اليوم الثلاثاء إن بر الصين الرئيسي سجل 32 حالة إصابة مؤكدة جديدة بفيروس كورونا، انخفاضا من 39 إصابة جديدة في اليوم السابق.
وأضافت اللجنة -في بيان- أن جميع الحالات المسجلة أمس الاثنين هي لمسافرين وصلوا إلى البلاد من الخارج، ليرتفع بذلك العدد الإجمالي للإصابات الوافدة في الصين إلى 983.
وذكرت اللجنة أن العدد الإجمالي لحالات الإصابة المؤكدة في بر الصين الرئيسي هو 81,740 حتى يوم الاثنين.
وأسفر انتشار فيروس كورونا المستجدّ عن وفاة ما لا يقل عن 73,139 شخصا في العالم، منذ ظهوره في ديسمبر/كانون الأول في الصين، وفق حصيلة جمعتها وكالة الصحافة الفرنسية.
وتم تشخيص أكثر من 1,310,930 إصابة في 191 دولة ومنطقة وفق الأرقام الرسمية، منذ بدء تفشّي وباء كوفيد-19. غير أن هذا العدد لا يعكس إلا جزءا من الحصيلة الحقيقيّة، لأن عددا كبيرا من الدول لا يُجري فحوصا إلا للحالات التي تستوجب النقل إلى المستشفيات. ومن أصل هذه الإصابات، شفي 249,700 شخص على الأقل.
أرقام قياسية
وفي الولايات المتحدة، توفّي 1150 شخصا جرّاء فيروس كورونا المستجد خلال الـ24 ساعة الماضية.
وقالت جامعة جونز هوبكنز مساء الاثنين إن العدد الإجمالي للمصابين بالوباء الذين توفّوا في الولايات المتّحدة بلغ 10,783 شخصا، في حين تخطّى إجمالي عدد الإصابات في البلاد 366 ألف إصابة، بعدما تأكّدت في الساعات الـ24 الماضية إصابة حوالي 30 ألف شخص إضافي بالفيروس.
والولايات المتحدة هي الدولة الأولى في العالم من حيث عدد الإصابات المعلن عنها بالوباء، كما أنها تسجل منذ أيام حصيلة وفيات يومية تزيد على الألف، مما يعني أنها قد تلحق قريبا بركب كل من إيطاليا (16,523 وفاة) وإسبانيا (13,005 وفاة).
يأتي ذلك بينما تواصلت التحذيرات الرسمية في الولايات المتحدة من أن هذين الأسبوعين سيكونان عسيرين في مواجهة وباء كورونا، وسط استمرار المطالبات لإدارة الرئيس دونالد ترامب بوضع خطة فدرالية موحدة لمواجهة الوباء، وتوفير ما يلزم من معدات وأجهزة طبية وتوزيعها على الولايات.
من جانب آخر، تستمر الخلافات داخل أروقة البيت الأبيض بين الأطباء والسياسيين حول سبل معالجة تفشي الوباء، وبالأخص حول استخدام عقار هيدروكسي كلوروكين.
وفي مؤتمره الصحفي اليومي حول تطورات تفشي وباء كورونا في الولايات المتحدة، قال ترامب إن المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية المقبلة جو بايدن، اتصل به وتحدثا بشأن مواجهة فيروس كورونا، وأضاف ترامب أن بايدن تقدم بوجهة نظره وأنه تفهمها، على حد قوله.
وعلى الصعيد الأميركي أيضا، أمرت المحكمة العليا في ولاية ويسكونسن مساء الاثنين بإجراء انتخابات الحزب الديمقراطي التمهيدية للانتخابات الرئاسية في موعدها المقرّر الثلاثاء، لتنسف بذلك قرارا أصدره في اللحظة الأخيرة حاكم الولاية الواقعة في الغرب الأوسط لإرجاء هذا الاستحقاق.
وبموجب قرار المحكمة، يتعيّن على مراكز الاقتراع في الولاية أن تفتح أبوابها أمام الناخبين، على الرّغم من أن الولاية تخضع منذ نهاية مارس/آذار لإغلاق عام منعا لتفشّي الوباء.
أوروبا تعاني
وفي القارة الأوروبية، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن أي تخفيف محتمل للقيود التي فرضت بسبب فيروس كورونا، سيكون تدريجيا.
وشددت على أن أوروبا تحتاج إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي في إنتاج الكمامات، واعتبرت أن الاتحاد الأوروبي يواجه أكبر اختبار له منذ إنشائه، بسبب فيروس كورونا.
من جهته، أعلن وزير الصحة الفرنسي تسجيل 833 وفاة جديدة خلال الساعات الـ24 الأخيرة، ليصل الإجمالي إلى 8911.
وقالت وكالة رويترز إن إيطاليا سجلت 636 وفاة جديدة بالفيروس، ليرتفع إجمالي عدد الوفيات إلى 16,523. كما سُجلت في بريطانيا 434 وفاة جديدة بكورونا خلال الساعات الـ24 الماضية.
أما السلطات الصحية السويدية فأعلنت تسجيل 76 وفاة جديدة، ليرتفع العدد إلى 477 وفاة، مع تسجيل 376 إصابة جديدة، ليصل الإجمالي إلى 7206.
وفي النرويج سُـجلت 116 إصابة جديدة بالفيروس، فوصل العدد إلى 5755، إلا أن وزير الصحة النرويجي أعلن أن انتشار العدوى بفيروس كورونا في بلاده أصبح تحت السيطرة.
كما أعلن وزير الصحة التركي تسجيل 75 وفاة جديدة بفيروس كورونا، فارتفع إجمالي الوفيات إلى 649، مع تسجيل 3148 إصابة جديدة، رفعت الإجمالي إلى 30,217.
من جانبه، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده لم تواجه أي مشكلة في مستشفياتها من ناحية تقديم العلاج للمصابين بفيروس كورونا.
واعتبر أردوغان -خلال كلمة ألقاها عقب اجتماع لحكومته عبر دائرة تلفزيونية مغلقة في مدينة إسطنبول- أن ارتفاع عدد الفحوص اليومية المتعلقة بفيروس كورونا في تركيا، خطوة مهمة للحد من انتشار الفيروس.
إغلاق رغم العيد
وفي إسرائيل، أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال بنيامين نتنياهو أنه سيتم تنفيذ الإغلاق الكامل خلال الأيام الأولى من عطلة عيد الفصح اليهودية التي تستمر أسبوعا، حيث يبدأ مع غروب شمس الأربعاء.
من جانب آخر، جلبت إسرائيل دواء تجريبيا لفيروس كورونا من اليابان في عملية سرية، وستبدأ في تجربته على المرضى بالمستشفيات.
وقالت إذاعة الجيش (غالي تساهال) إن وزارة الخارجية الإسرائيلية تمكنت من جلب الدواء من اليابان بالتنسيق مع سفارة تل أبيب هناك.
وأضافت أن الدواء سيتم استخدامه في عدة مستشفيات بالقدس وتل أبيب وطبريا وبئر السبع.
وفي إسرائيل أيضا، فتحت الشرطة تحقيقا مع مستوطن ألقت القبض عليه، كان على متن حافلة متجهة إلى مدينة القدس، بتهمة تعمد نشر فيروس كورونا.
واستقل أحد سكان مستوطنة بيتار عيليت جنوب القدس حافلة نقل عام متجهة إلى القدس، على متنها 34 راكبا غالبيتهم من عناصر الشرطة الإسرائيلية.
وقال مسؤول في الشرطة للقناة 12 الخاصة إن الراكب عاد قبل 12 يوما من الخارج، وكان يخضع منذ ذلك الوقت للحجر الصحي في منزله بالمستوطنة.
وأضاف أن الراكب تلقى صباح الأحد نتيجة فحص أجراه وتبين أنه مصاب بكورونا، لكنه قرر مغادرة بيته واستقل الحافلة المتجهة إلى القدس.
وتلقت الشرطة مكالمة هاتفية من عائلة المصاب الهارب، أبلغتها بتفاصيله ووجهته، ومن ثم جرى القبض عليه بعد استدعاء عناصر من هيئة الإسعاف الإسرائيلية.
وطُلب من ركاب الحافلة الـ34 دخول الحجر الصحي لمدة 14 يوما، تحسبا لإصابتهم بالعدوى من المستوطن.
وفي السياق، أعلنت وزارة الصحة الإٍسرائيلية تسجيل 293 إصابة جديدة بفيروس كورونا، مما يرفع عدد الإصابات إلى 8904، كما ارتفع إجمالي الوفيات إلى 58.
العالم العربي
وعلى الصعيد العربي، سجلت وزارة الصحة المصرية 149 إصابة جديدة بفيروس كورونا، ليرتفع الإجمالي إلى 1322، كما تم تسجيل سبع وفيات جديدة ليرتفع إجمالي عدد الوفيات إلى 85.
كما أعلنت وزارة الصحة المغربية تسجيل 11 وفاة لمصابين بفيروس كورونا، ليصل الإجمالي إلى 80، و120 إصابة جديدة، ليرتفع الإجمالي إلى 1120، بينما ارتفع عدد المتعافين إلى 81.
وقالت الحكومة المغربية إن ارتداء الكمامات أصبح إجباريا اعتبارا من يوم الثلاثاء، بالنسبة للمسموح لهم بالخروج.
وجاء في بيان للحكومة أن الكمامة ستباع بسعر مناسب، وأن "وضع الكمامة واجب وإجباري"، وأن كل مخالف لهذه القاعدة يتعرض لعقوبة الحبس والغرامة.
وفي السعودية تم تسجيل أربعِ وفيات جديدة، ليرتفع عدد الوفيات إلى 38، مع تسجيل 82 إصابة جديدة، ليرتفع عدد الإصابات إلى 2605.
هذا وقد قررت السعودية منع التجوال على مدار اليوم في مدن الرياض وتبوك والدمّام والظَّهران والهفوف، وكذلك في جميع أرجاء محافظات جدة والطائف والقطيف والخُبر، مع استمرار منع الدخول إليها أو الخروج منها.
وبحسب مصدر مسؤول في وزارة الداخلية، فإنّه يُـسمح في أضيق نطاق للسكان بالخروج من منازلهم من أجل الاحتياجات الضرورية فقط، ومنها الرعاية الصحية والتموين.
أما في الكويت المجاورة، فقد قررت السلطات تمديد فترة الحظر لتصبح من الخامسة مساء وحتى السادسة صباحا، في إطار إجراءات مكافحة انتشار فيروس كورونا في البلاد.
وقال وزير الصحة الكويتي الشيخ باسل الصباح -في مؤتمر عبر الفيديو- إن مجلس الوزراء قرر عزل منطقتي جليب الشيوخ والمهبولة عزلا كليا، كما قرر استمرار تعطيل العمل في الوزارات والجهات الحكومية حتى 26 من الشهر الجاري، وكذلك وافق المجلس على استقدام فرق طبية متخصصة لتقديم الدعم والمساندة للأطقم الطبية العاملة في الصفوف الأمامية.
وقالت وزارة الصحة الإماراتية إنه تم تسجيل وفاة جديدة بكورونا، ليصل عدد الوفيات إلى 11، مع تسجيل 277 إصابة جديدة، ليرتفع إجمالي الإصابات إلى 2076.
من جانب آخر، قالت وزارة الصحة الجزائرية إنها سجلت 21 وفاة جديدة، ليرتفع عدد الوفيات إلى 173، كما تجاوز عدد الإصابات 1400 بعد تسجيل 103 إصابات جديدة خلال 24 ساعة.
كما أعلنت وزارة الصحة القطرية تسجيل 228 إصابة جديدة بالفيروس، وارتفاع عدد حالات الشفاء إلى 131.
من جانبها، قالت الصحة التونسية إنها سجلت 22 إصابة جديدة بكورونا، ليرتفع الإجمالي إلى 596 حالة.
وفي ليبيا، أعلن المركز الوطني لمكافحة الأمراض تسجيل إصابة جديدة بفيروس كورونا، ليرتفع الإجمالي إلى 19.
كما أعلنت وزارة الصحة في غزة إصابة فلسطيني بالفيروس، ليرتفع عدد المصابين في القطاع إلى 13.
اجتماع دولي
من ناحية أخرى، يعقد مجلس الأمن الدولي الخميس أول اجتماع له حول فيروس كورونا المستجدّ، الوباء الذي أثار على مدى الأسابيع الفائتة انقسامات شديدة في صفوف الدول الخمس الدائمة العضوية في المجلس.
وكان تسعة من الأعضاء العشرة غير الدائمي العضوية في المجلس طلبوا الأسبوع الماضي -بعدما سئموا من النزاعات الدائرة حول كوفيد-19 بين الأعضاء الدائمي العضوية، ولا سيّما بين الولايات المتحدة والصين- عقد اجتماع حول الوباء، تتخلّله إحاطة من الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش.
وبحسب مصادر دبلوماسية، فإنّ الغموض ما زال يكتنف ما ستؤول إليه هذه الجلسة وما إذا كانت ستكرّس الانقسامات التي تباعد بين أعضاء المجلس بشأن الوباء، أو ستمثّل مناسبة يبدي خلالها أعضاؤه رغبة في الوحدة والتعاون، على غرار ما حصل في الجمعية العامة للأمم المتحدة التي أصدرت الخميس قرارا بإجماع أعضائها الـ193 على الرّغم من محاولة روسيا عرقلته.
ويكمن أحد أسباب الخلاف في إصرار واشنطن على تضمين أيّ بيان أو قرار يصدر عن مجلس الأمن، فقرة تشير إلى الأصل الصيني للوباء، وهو ما ترفضه بكين بشدة.
أفريقيا ليست للاختبار
من جانب آخر، وصف المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرسوس، تصريحات الطبيبين الفرنسيين حول ضرورة تجربة علاج ولقاح فيروس كورونا في أفريقيا، بـ"العنصرية والمخزية والمرعبة"، وهي من بقايا عهد الاستعمار.
وأضاف أن "أفريقيا لن تكون ساحة اختبار لأي لقاح"، وأردف "إذا كانت هناك حاجة للاختبار في مكان ما، فيجب معاملة الناس على قدم المساواة. لقد آن لبقايا العقلية الاستعمارية أن تتوقف، لن تسمح منظمة الصحة العالمية بحدوث ذلك. إنه لأمر مخز ورهيب أن نسمع مثل هذه التصريحات من العلماء في القرن الحادي والعشرين. نحن ندين بشدة هذه التصريحات".
يأتي ذلك بينما أعلن وزير الدفاع في جمهورية ساحل العاج حامد باكايوكو، إصابته بفيروس كورونا.