[ مواطين افغان اصيبو بجراح اثناء وقوع التفجير ]
أعلنت السلطات الأفغانية مقتل 63 شخصا وجرح 182 آخرين في الهجوم الذي استهدف حفل زفاف في كابل. وفي حين قال العريس بأسى: "قلبوا فرحي حزنا"، أعلن تنظيم الدولة مسؤوليته عن التفجير.
وقال الناطق باسم وزارة الداخلية الأفغانية نصرت رحيمي إن "من بين الضحايا نساء وأطفالا". وكان رحيمي أوضح مساء السبت أن الانفجار وقع "في صالة شار دبي لحفلات الزفاف في غرب كابل".
وأظهرت صور على وسائل التواصل الاجتماعي جثثا متناثرة في قاعة الزفاف، وقال المسؤولون إن المهاجم استهدف منطقة استقبال الرجال.
من جهته، قال العريس الذي يدعى ميرويس للتلفزيون المحلي: "قلبوا فرحي حزنا. فقدت أخي وأصدقائي وعائلتي. لا يمكن أن أشعر بسعادة بعد اليوم".
وأضاف أن "المدعوين دخلوا بعد ظهر أمس إلى العُرس وهم مبتسمين، وفي المساء كنا نقوم بإخراج جثثهم من قاعة" الأعراس، وأضاف أن زوجته "يغمى عليها باستمرار".
شهادات مروعة
وقال أحد المدعوين الذين أصيبوا بجروح من على سريره في المستشفى لوكالة الصحافة الفرنسية إن "المشاركين كانوا يرقصون ويحتفلون عندما وقع الانفجار"، وأضاف الرجل الذي أصيب بجروح في ذراعيه وبطنه "لم أر الانتحاري بنفسي والانفجار وقع خلفنا".
وقال محمد فرهج -الذي كان حاضرا في حفل الزفاف- إنه كان في القسم المخصص للنساء عندما سمع دوي انفجار قوي في القسم المخصص للرجال.
وأضاف "هرع الجميع إلى الخارج وهم يصرخون ويبكون"، موضحا أن "الدخان ملأ القاعة لأكثر من عشرين دقيقة، وكل شخص تقريبا في قسم الرجال قتل أو جرح".
وصرّح شاهد آخر كان حاضرا في حفل الزفاف للتلفزيون المحلي أن نحو 1200 مدعو كانوا يشاركون في الاحتفال.
وذكر مصور من وكالة الصحافة الفرنسية أن السقف المنهار للقاعة وزجاج نوافذها الذي تناثر في المكان الذي تغطي أرضه الدماء، يدلان على عنف الانفجار.
وتظهر لقطات بثها التلفزيون المحلي مراسم تشييع نظمت صباح الأحد في مقابر المدينة، ومن بين هذه اللقطات واحدة لأقرباء عائلة واحدة قتل 14 من أفرادها.
تنظيم الدولة يتبنى
من جانبه، أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن الهجوم. وقال في بيان "تمكن أبو عاصم الباكستاني من الوصول لتجمع كبير من الرافضة المشركين، وحينما توسط جموعهم فجر سترته الناسفة، وبعد قدوم عناصر الأمن الأفغاني للمكان فجر المجاهدون سيارة مفخخة مركونة، مما أدى إلى هلاك وإصابة 400 من الرافضة المشركين وقوات الأمن الأفغانية المرتدين".
وكانت حركة طالبان قد دانت صباح الأحد الهجوم ونفت أي تورط لها فيه، وكتب ناطقان باسمها في تغريدة "الإمارة الإسلامية (الاسم الذي تطلقه الحركة على نفسها) تدين بحزم الاعتداء على مدنيين في كابل"، وأضافا "ارتكاب مثل عمليات القتل المتعمدة والوحشية هذه واستهداف نساء وأطفال، ليس له أي مبرر".
في المقابل، كتب الرئيس الأفغاني أشرف غني أن "حركة طالبان لا يمكن أن تعفي نفسها من أي لوم لأنها تستخدم منصة للإرهابيين"، ووصف الاعتداء بـ"الوحشي"، بينما تستعد البلاد للاحتفال باستقلالها عن بريطانيا.
أما رئيس السلطة التنفيذية عبد الله عبد الله، فقد دان في تغريدة "الاعتداء الإرهابي"، وعبر عن تعازيه لعائلات الضحايا، وقال إن "هذا الهجوم الشنيع وغير الإنساني هو بالتأكيد جريمة ضد الإنسانية".
ساعدونا
وكتب مدير قناة "تولو نيوز" لطف الله نجفيزاده أن "كابول تنزف. يجب أن يتوقف ذلك. نرجوكم ساعدونا إذا كنتم تستطيعون ذلك".
وكتب جواد هميم كاكار رئيس تحرير وكالة "باجورك" الأفغانية للأنباء "لا حق لنا في الحياة هنا".
ووصف المسؤول في الاستخبارات الأفغانية رافي فضل الاعتداء بأنه "جريمة ضد الإنسانية"، وكتب في تغريدة على تويتر: "من المؤلم أن نرى العالم يغض النظر عن هذه المعاناة التي لا تحتمل لشعبنا بأيدي إرهابيين ويتم تجاهل ذلك خارج الحدود".
وتتميّز حفلات الزفاف الأفغانية بضخامتها، إذ غالبا ما يبلغ عدد الضيوف فيها المئات وأحيانا كثيرة الآلاف، وهي تقام في قاعات ضخمة يُفصل فيها عادة الرجال عن النساء والأطفال.
وجاء هذا الهجوم الانتحاري -الذي يُعد أحد أكبر الاعتداءات هذا العام- بينما يأمل الشعب الأفغاني الذي أنهكه العنف الأعمى، في اتفاق بين الولايات المتحدة وطالبان، يمهد لمفاوضات سلام بين الحكومة الأفغانية والحركة.
وألمحت مصادر أميركية عديدة في الأيام الأخيرة إلى أن هذا الاتفاق قد يكون وشيكا، لكن ما زالت هناك بعض النقاط التي يجب تسويتها.