[ تركيا تتحدى أمريكا وتبدأ استلام منظومة صواريخ أس 400 الروسية ]
بدأت منظومة أس 400 الروسية، صباح أمس الجمعة، بالوصول إلى تركيا جواً بواسطة عدد من طائرات النقل الروسية الكبرى، وذلك في محطة فاصلة في تاريخ تركيا وجيشها وعلاقاتها مع أمريكا وحلف شمال الأطلسي «الناتو».
وقال القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، إن الولايات المتحدة لم تغير موقفها بشأن دور تركيا في برنامج الطائرة المقاتلة أف-35 إذا اشترت منظومة روسية للدفاع الصاروخي، وإنه سيتحدث مع نظيره التركي.
كان إسبر قد أبلغ وزير الدفاع التركي خلوصي أكار بشكل شخصي في بروكسل في 26 يونيو/ حزيران، بأنه لا يمكن أن تمتلك تركيا منظومة أس-400 الروسية والطائرة أف-35 المتطورة معا.
ورأت وسائل إعلام ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي أن تاريخ ومكان وصول المنظومة الروسية إلى بلادهم يحمل دلالات هامة لا يمكن إغفالها.
ويأتي وصول المنظومة الروسية قبل يومين فقط من إحياء الشعب التركي الذكرى الثالثة لمحاولة الانقلاب الدموية التي شهدتها البلاد في الخامس عشر من يوليو/تموز عام 2016، حيث يتوقع أن يعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إتمام استلام وتركيب المرحلة الأولى من المنظومة الروسية.
ورأى مغردون أن استلام المنظومة في هذا التاريخ يحمل رسالة مزدوجة للداخل والخارج بـ»تجلي الإرادة الوطنية» رغم محاولة سلبها من قوى داخلية وخارجية، حيث يرى الشعب التركي في إفشال محاولة الانقلاب انتصاراً لإرادة الشعب أمام قوى الوصاية الداخلية، وانتصاراً للإرادة الوطنية مع قدرة الحكومة على مواجهة الضغوط أمام محاولات الوصاية الخارجية، على حد تعبيرهم.
وللمكان حكاية أخرى، حيث هبطت الطائرات الروسية التي نقلت المنظومة الروسية في قاعدة «أكينجي» الجوية في العاصمة أنقرة، وهي القاعدة التي اتخذها الانقلابيون مقراً لقيادة المحاولة الانقلابية، وأقلعت منها الطائرات الحربية التي قصفت مقر البرلمان ورئاسة الجمهورية وقيادة القوات الخاصة في العاصمة، وبات اسمها مرتبطاً بشكل مباشر بالمحاولة الانقلابية و»انتصار الإرادة الوطنية».
وقاعدة «أكينجي» الجوية في أنقرة والتي بات أسمها الآن «مطار مرتد العسكري»، لها حكاية تاريخية راسخة لدى الأتراك. ففي عام 1402 جرت معركة بين الجيش العثماني و»جيش تيمور» في إحدى ضواحي أنقرة حالياً، حيث ارتد جزء من الجيش العثماني وانضم إلى جيش تيمور، فانهزم العثمانيون وتم أسر السلطان «يلدريم بيازيد»، ومنذ ذلك الوقت أطلق اسم «مرتد» على المنطقة التي حصلت فيها المنطقة.
وفي عام 1960 عندما أقيمت قاعدة جوية في تلك المنطقة، أطلق الاسم نفسه على القاعدة «قاعدة مرتد الجوية»، واستمرت بهذا الاسم حتى عام 1995 حيث جرى تغيير الاسم إلى «قاعدة أكينجي الجوية»، إلى أن استخدمت القاعدة مقراً للمحاولة الانقلابية عام 2016، فأصدر الرئيس التركي قراراً بإعادة القاعدة إلى اسمها القديم مع تنزيل تصنيفها من «قاعدة جوية مركزية» إلى «مطار عسكري» فبات يسمى «مطار مرتد العسكري»، حيث يربط الأتراك بين معنى الاسم «الارتداد» والمحاولة الانقلابية.