تناولت افتتاحية واشنطن بوست اليوم السبت إعلان الرئيس دونالد ترامب عزمه على تصنيف جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية، ووصفت تلك الخطوة بأنها "خدمة لدكتاتور عربي تتحدي القانون والمنطق السليم".
وقالت الصحيفة إن ترامب أبدى رغبة مقلقة في تبني إجراءات فرضها عليه دكتاتوريوه العرب المفضلون حتى وإن كانت تتعارض مع سياسات الولايات المتحدة الدائمة، ورأي خبراء الأمن القومي المتمرسين.
فبتحريض من ولي العهد السعودي غرد ترامب مؤيدا لمقاطعة قطر عام 2017. ومؤخرا أشار إلى دعمه لأمير الحرب الليبي خليفة حفتر الذي يحاول الإطاحة بالحكومة المدعومة من الأمم المتحدة في طرابلس، وعارضته الولايات المتحدة إلى أن ضُغط على ترامب من قبل رئيس مصر عبد الفتاح السيسي. والآن كشف البيت الأبيض أنه يسعى لتحقيق رغبة أخرى للسيسي وهي تصنيف جماعة الإخوان المسلمين تنظيما إرهابيا.
وقالت واشنطن بوست إن السيسي كان يسعى لمثل هذا الإجراء الأميركي لسنوات، وكان يُواجه بصد حتى الآن لسبب وجيه وهو أن مثل هذا التصنيف، خاصة إذا صيغ على نطاق واسع، قد تراه المحاكم الأميركية غير قانوني، وسيؤدي إلى تعقيد العلاقات مع نصف الدول التي تشارك فيها تجمعات الإخوان بالبرلمانات أو الحكومات.
وأضافت أن مضي ترامب قدما في هذا الأمر يعكس كيف انحرفت نظرته لشؤون الشرق الأوسط بهذه الدرجة الكبيرة بسبب تفضيله الحبكة المشكوك فيها التي زينها له السيسي وولي العهد السعودي بأن جماعة الإخوان -التي تأسست في مصر عام 1928- لا تختلف في أساسها عن تنظيمي القاعدة والدولة وغيرهما من المنظمات الجهادية العنيفة.
وعلقت الصحيفة بأن الاعتراض الحقيقي من المصريين والسعوديين على الإخوان المسلمين هو هذا التقارب للديمقراطية. فأحزاب الإخوان تتبنى الانتخابات لأن لديهم فرصة جيدة للنجاح من خلالها، ولن تكون الديمقراطية قابلة للتطبيق في أي بلد عربي اليوم دون مشاركة الحركات الإسلامية المسالمة.
وختمت بأن هذا هو بالضبط السبب الذي يدفع السيسي والدكتاتوريين أمثاله إلى إخضاع الإخوان للعقوبات الأميركية كجماعة إرهابية. وقالت واشنطن بوست: إذا كان لدى ترامب مبرر آخر غير تقديم هدية أخرى مجانية لمستبد مفضل فعليه أن يوضحه.