قالت افتتاحية صحيفة واشنطن بوست إن مجلس الشيوخ الأميركي اتخذ خطوة هامة نحو مساءلة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عن مقتل الصحفي جمال خاشقجي عندما وافق أمس بالإجماع على قرار يحمله مسؤولية القتل، وقال إن "البيانات المضللة" للنظام عن القضية "قوضت الثقة والطمأنينة" في العلاقات السعودية الأميركية.
وأضافت الصحيفة أن التصويت كان رفضا قويا لإنكار ترامب تقبّل الحقيقة بشأن ولي العهد أو التصرف بناء عليها، وهذا الرفض يجب أن يجعل الرئيس يغيّر رأيه.
وعلقت الصحيفة بأنه إذا كان رئيس المجلس بول ريان يرغب في إنهاء مسيرته في الكونغرس بلمسة شرف، فعليه تحديد موعد للتصويت الأسبوع المقبل على قرار خاشقجي.
ويجب إتاحة الفرصة لأعضاء مجلس النواب لإظهار ما إذا كانوا يقفون بجنب خبراء الاستخبارات الأميركيين الذين توصلوا إلى أن محمد بن سلمان مسؤول عن هذا العمل الوحشي أو مع رئيس يدفن الحقائق من أجل مبيعات أسلحة "وهمية بشكل كبير".
كما يجب إتاحة الفرصة لهم للدفاع عن القيم الأميركية، بما في ذلك دعم حقوق الإنسان التي ينكرها ترامب.
ورأت الصحيفة أن إجراءات مجلس الشيوخ ينبغي أن توضح لترامب، وكذلك الملك سلمان بن عبد العزيز، أن العلاقة الأميركية السعودية لا يمكن أن تستمر من دون تغيير. ويجب أن تكون هناك، كما يقول القرار، "مساءلة ملائمة لكل المسؤولين" عن اغتيال خاشقجي.
كما يجب أن إنهاء الحرب في اليمن بسرعة. وأضافت أنه يجب وضع حد للمغامرات الخارجية المتهورة والقمع الداخلي الشديد الذي كان من أبرز سمات حكم ولي العهد.
ومن اللافت، كما تقول الصحيفة، أن القرار دعا إلى إطلاق سراح السجناء السياسيين المعتقلين بسبب دعواتهم لإصلاحات مطمئنة، كما أن تصويت مجلس الشيوخ يظهر أن ترامب لا يستطيع حماية المملكة من عواقب "أعمال ولي العهد الإجرامية".