ليس هناك ما هو أشد ألما وقسوة من ذكريات اجتياح عاصمة البلاد، صنعا، من قبل مليشيا أصولية متطرفة .. سوف تبقى ذكرى مؤلمة على مر العصور..ستظل شاهدا على الغدر والمكر والزيف والخداع والخذلان .. لا شيء مثل ذلك الإجتياح الغادر الماكر يجسد الجريمة التاريخية النكراء متكاملة الأركان .. بدأ حصار صنعاء بذرائع وحجج زائفة .. ثم كان الإجتياح من بعد .. أمر لا يتقبله ضمير وطني، ولا يستوعبه عقل سليم .. أذكر فقط من تلك الحجج الخادعة التي تذرعت بها عصابة الغزو والإجتياح، حكاية رفع أسعار المشتفات النفطية..وهم في حقيقة الأمر لا يعنون ما يقولون ويعلنون ما لا يضمرون.. المسألة ذرائع وخداع ومكر .. ذريعة خادعة تطيح بأمة.. كذبة كبيرة تضاف إلى سجل أكاذيب التاريخ الكبرى.. يستحق مقت الله والتاريخ والنَّاس كل من شارك أو تهاون ، أو تآمر في نكبة اليمن .. لا شيء ينطبق عليه وصف النكبة الوطنية، في تاريخ اليمن منذ أكثر من ألف عام مثل ذلك الإجتياح الغشوم الظلوم المشؤوم لعاصمة البلاد صنعاء التي يعيش فيها ويسكنها خمسة ملايين إنسان من كل قرية وأسرة في اليمن... كان التوسع في بقية القرى والمدن مسألة تفاصيل بعد ذلك ، كما أن الدم اليمني الذي يراق واللحمة الوطنية التي تتمزق، منذ ذلك الحين، والدمار الذي طال كل شيء، هي نتاج تلك الأيام الست السود المشووومة ، 16-21 سبتمبر 2014.. كان كثيرون يقدرون أن المائة الف عسكري الذين يطوقون صنعاء، سيحمونها من أي أذى او عزو أو تمرد ..تقاتل الجيش مع المليشيا في 6 حروب، منذ 2004... منذ متى تصالح الجيش اليمني مع المليشيا المتمردة..؟ منذ متى تغيرت عقيدته إزاء مشروع الإمامة الكهنوتية ..؟ لا يزال السؤال الكبير يصرخ ويعلو : ما الذي حدث ، ولما ذا..؟ لكن دون إجابة شافية كافية.. ترى ما الذي حدث لرجال من الجيش، قاتلوا التمرد طويلا،وما كان يظن بهم الشعب إلا خيرا ..؟ يحتفل الغزاة للمرة الثالثة بإحتلال العاصمة صنعاءويفرحون بنكبة اليمن.. لا يحتفي بنكبة الشعوب عادة إلا الغزاة.. ذلك أقصى أشكال الغدر، وأقسى أنواع الإجرام.. يحتفلون لأنهم قد تسلطوا على أشلاء شعب ، وأطلال وطن .. يالهم من عدم ..