محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة التي استهدفت الشرعية والرئيس المنتخب والمبادئ العليا في الجمهورية التركية، جسدت تكاتف الشعب بكل حزم وشجاعة، ليبهر العالم بأسره.
ولا شك أن تلك الإرادة الوطنية لقوى الأمن الداخلي والشعب التركي، برهنت حرصهم على المحافظة على تراث وحضارة بلادهم من الانقلابيين، وأثبتوا أنهم القوة الحقيقية، بصمودهم ووقفتهم جنبا إلى جنب الشرعية، تلبية لدعوة الرئيس رجب طيب أردوغان، لاستعادة السيطرة على مقاليد الأمور مرة أخرى.
ولو تحقق الانقلاب العسكري في تركيا فإن من شأنه أن يضع مساعي تركيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي في مهب الريح، مما يلحق الضرر بالاقتصاد التركي الذي تأثر أصلا بالهجمات الإرهابية، وستكون له آثار على العمليات العسكرية التي تضطلع بها الولايات المتحدة في حربها على داعش.
لكن التفاف الشعب التركي بكل مكوناته درس بالغ الأهمية في الديموقراطية، ورسالة وجهوها لكل من حاول ويحاول المساس بإرادتهم وحرياتهم، فهم من اختاروا رئيسهم وهم من يملكون عزله، وكان صمودهم ضد من حاولوا قلب النظام بأن تراب بلادهم وأمنهم واستقرارهم فوق أي اعتبار، وهذا ما جنب تركيا مخاطر الانقلاب والفوضى وسفك الدماء والتخريب وغيره مما يحدث في الثورات وقلب أنظمة الحكم.
الشعب التركي الذي لازم الشوارع محتفلا بإنهاء محاولة الانقلاب الفاشلة، يتطلع إلى محاكمات عادلة وفق القانون لكل من ساهم أو شارك في الانقلاب، واستهدف الأبرياء من رجال الأمن والمواطنين دون وجه حق شرعي.