المجلس الانتقالي وقضية فلسطين!
الخميس, 29 سبتمبر, 2022 - 04:18 مساءً

قضية فلسطين بالنسبة لليمنيين شمالًا وجنوبًا قضية محورية أولية لا يمكن التفريط فيها أو مهادنة العدو الصهيوني والتطبيع معه، فهي قضية ترتبط بعقيدتنا كمسلمين، ثم بكوننا عرب واليمن مهد العرب جميعا، وقبل ذلك هي قضية إنسانية تلامس ضمير كل إنسان حر في العالم.
 
الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح - وبصرف النظر عن كل أخطائه الداخلية - كان له موقف مشرف من القضية الفلسطينية، تجلى في دعوته لدول طوق فلسطين بفتح الحدود لإرسال المال والسلاح والمقاتلين لدعم صمود الشعب الفلسطيني، وسعيه للصلح بين فصائل المقاومة الفلسطينية، وخطاباته النارية ضد العدو الصهيوني، والحزب الاشتراكي الجنوبي خلال حكمه للجنوب كان له موقف إيجابي تجاه فلسطين، واحتضنت عدن العديد من القيادات الفلسطينية، وكذا بقية المكونات والأحزاب والمنظمات اليمنية بما في ذلك الحوثيين.
 
إلا المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيًا، الوحيد الذي شذ عن طريق اليمنيين في ما يتعلق بفلسطين، وأعلن على لسان رئيسه الزبيدي ترحيبه بإنشاء علاقات مع الكيان الصهيوني وهو ما لاقى رفض شعبي كبير.
 
الانتقالي لم يتوقف عن تلك الدعوة بل صار يبرر تطبيع الإمارات مع العدو، ويشيطن المقاومة الفلسطينية عبر أداوته الإعلاميه وناشطيه، بحجة علاقة المقاومة "الإضطراراية" بإيران، متجاهلًا العلاقة العميقة بين أبوظبي وطهران، وحجم المصالح الضخمة بين البلدين في شتى المجالات.
 
يمضي الانتقالي على خطى دولة الإمارات في ما يتعلق بالسياسة الخارجية، لكن داخليًا لم يستطيع المجلس تقديم نموذج جميل على مستوى حي أو مديرية في عدن التي يسيطر عليها منذ سنوات، وهو ما يجعل منه فاشل داخليًا وخائن خارجيًا.
 
ارتباط الانتقالي بدولة الإمارات شبيه لحد كبير بارتباط "جيش لبنان الجنوبي" الذي كان يقوده سعد حداد بإسرائيل، فالضابط اللبناني المسيحي هاجم كل القوى الإسلامية والوطنية اللبنانية على أساس عنصري طائفي وبدعم إسرائيلي.
 
وأعلن في عام 1979 قيام "دولة لبنان الحر" في الجنوب اللبناني، لكن تلك الدولة فشلت في الحصول على أي اعتراف دولي وتلاشت تماما بعد وفاة حداد عام 1984م.
 
والهدف الأساسي لكل دولة تصنع لها مليشيات تحويلها لدرع يحميها من هجمات الأطراف الأخرى، كما حدث مع جيش سعد حداد، وكما يحدث الآن مع الإمارات والانتقالي جنوب اليمن.
 
فقد حمى المجلس الانتقالي الإمارات من أي هجمات قد يشنها الجيش الوطني لاستعادة أراضيه وجزره المحتلة من قبل القوات الإماراتية كسقطرى وميون وبلحاف.
 
ويدير المجلس الانتقالي بالتعاون مع الإمارات سجونًا سرية جنوب اليمن، يحبس فيها خصوم الإمارات ويعذبهم، كما فعلت مليشيا سعد حداد جنوب لبنان بدعم صهيوني.
 
الخلاصة المليشيا زائلة بزوال الدعم الخارجي، والأرض والشعب باق بعون الله كما أثبتت التجارب على مر التاريخ القديم والحديث.
 
وكل مشروع يتغذى على المال الخارجي لن يفيد الوطن والشعب، بل سيظل وفيًا لتلك الأيدي التي تمنحه المال والدعم ولو على حساب مصلحة الشعب والوطن.
 

التعليقات