هناك من يتوقع أن السعودية ستحقق للحضارم طموحاتهم، وتدعمهم لتحقيق رغباتهم، لكن الحقيقة تختلف عن الحلم، من يراجع تاريخ المواقف والتدخلات السعودية في اليمن والدول العربية سيخرج بنتيجة مفادها أن حلفاء السعودية دائما يخسرون بسبب تخليها عنهم.
منذ بداية الحرب في اليمن "أعلنت السعودية" عن تقديم الدعم الكبير للشرعية، يفوق ما يتوقع الحضارم الحصول عليه من الرياض، والآن لننظر ما حل بالشرعية، تمزقت وتفككت وانهارت بالكامل، لأن الدعم السعودي كان عبارة عن إعلان إعلامي فقط ولم يكن حقيقي.
وفي سوريا بعد انطلاق الثورة السورية باركت الرياض الثورة وأعلنت دعمها، وعندما بدأت المحافظات السورية تسقط بيد الثوار الذين أصبحوا على مقربة من دمشق تخلت عنهم السعودية بشكل مفاجأ، فتسبب ذلك بخسارة كبرى للثورة وللشعب السوري، خسارة يدفع ثمنها الشعب السوري بدماء شبابه الزكية إلى الآن.
وفي العراق تخلت السعودية عن التيارات السنية التي دعمتها في البداية، لتجعل منها لاحقا وليمة دسمة للمليشيات الشيعية، وتستضيف رموز التيارات الشيعية في الرياض.
وفي لبنان وبعد اعتقال سعد الحريري في الرياض، تخلت السعودية عن التيارات السنية مما شكل لهم صدمة وأضعف موقفهم تجاه حركة أمل وحزب الله.
وفي مصر وقفت السعودية ضد الرئيس الشرعي المنتخب محمد مرسي الذي لو دعمته لكان لها نعم الحليف والصديق والشقيق، ونعم المساند، ودعمت عبدالفتاح السيسي الذي أذاق المصريين الويلات في حياتهم ومعيشتهم واقتصادهم، لتتخلى بعد ذلك الرياض عن دعم اقتصاد مصر الذي تسببت بانهياره من خلال دعمها انقلاب السيسي.
وفي كل الدول العربية والإسلامية التي تدخلت فيها الرياض نكثت السلطات السعودية عهدها ووعدها لحلفائها في تلك الدول، وتخلت عنهم في وقت كانوا بحاجة فيه لمن يساندهم ويقف معهم.
الرهان على المملكة العربية السعودية " التي بلغت سن الشيخوخة" رهان خاسر ولن يجني أصحاب هذا الرهان غير الخسائر المتلاحقة، والهزائم المتتالية.
والعاقل من اتعظ بغيره، والتجارب التي شاهدتها الأمة في الدول العربية منذ الربيع العربي كافية لتخبرنا أن من يضع يده بيد السعودية سيفشل ويخسر.
قيام الوفد الحضرمي بالارتماء الكامل في حضن السعودية التي سهلت للمجلس الانتقالي السيطرة على عدن وسقطرى كما صرح بذلك الميسري ورمزي محروس، مغامرة فاشلة لن تفيد حضرموت، بل ستعقد الأوضاع في المحافظة أكثر من قبل.
الجانب السعودي لم يكن يوما حريص على حياة اليمنيين أو الحضارم، بل كان يسعى نحو مصالحه فقط بعيدا عن حقوق الجوار والأخوة العربية، ولو كان حريص على حضرموت لقدم لها الدعم في مجال الكهرباء وأبناء المحافظة يعانون بسبب أزمة الكهرباء وارتفاع موجات الحر.
ومن يعتقد أن وجود رجال الأعمال الحضارم في المملكة له تأثير إيجابي على تعامل السعودية مع حضرموت فهو مخطئ، السعودية لا تضع قيمة لأحد، ولا تعطي اعتبار لرجال أعمال أو غيرهم خاصة عندما يتعلق الأمر باليمن، بل ترسم سياساتها بعيدا عن أية عوامل مؤثرة وربما هذه أحد أسباب فشل السياسة السعودية الجديدة.
منذ الإعلان عن تأسيس المجلس الوطني الحضرمي شاهدنا بعض النشطاء أصحاب الأسماء المستعارة على مواقع التواصل الاجتماعي يعبرون عن فرحتهم بتأسيسه، ورأينا اهتمام وسائل الإعلام السعودية بنشر خبر تأسيس المجلس، والحقيقة أن لجنة الذباب السعودي وجهت ذبابها بالترويج لهذا المجلس في إطار الحرب الإعلامية بين السعودية والإمارات بسبب أن كل دولة تريد الاستئثار بأكبر حصة من مساحة وثروة في الجنوب.
السعودية تتعامل مع حضرموت كما تتعامل مع اليمن كورقة ابتزاز لتحقيق مصالح داخلية وخارجية، لذلك لن تكون هناك فائدة لأبناء حضرموت من هذا التدخل السعودي لأنه تدخل غير صادق وغير جاد.