هذا فرج البحسني صاحب الألقاب الخمسة (محافظ حضرموت، قائد المنطقة العسكرية الثانية، رئيس اللجنة الأمنية، رئيس المجلس المحلي، عضو المجلس الرئاسي) الذي خدم الإمارات بشكل لم يفعله حتى ضباط إماراتيون، وقدم مصلحة التحالف على مصلحة حضرموت حتى وصفت فترة حكمه بالأسوأ في تاريخ حضرموت الحديث.
أنظروا ماذا حدث له اليوم بعد أن انتهت مصلحة السعودية والإمارات منه، اليوم يقبع تحت الإقامة الجبرية داخل السعودية بعد مصادرة جوالاته وجواز سفره لرفضه قرار إزاحته من منصب محافظ حضرموت!
هل يُعقل أن يلاقي شخص مثل فرج البحسني خدم التحالف بصدق وإخلاص هذا المصير السيء؟
السعودية والإمارات لا تتعاملان مع شخصيات بل مع مصالح، وكل من يضمن للدولتين مصالحهما في اليمن ستقفان معه، وبالنسبة لتغيير فرج البحسني ليس لأنه وقف ضد المصالح السعودية الإماراتية في حضرموت، بل على العكس، كان أكثر من خدم الدولتين، لكن وجدوا أن الغضب الشعبي المتصاعد ضده في حضرموت سيؤثر على مصالح الرياض وأبوظبي، لذلك قرروا إبعاده عن منصب محافظ حضرموت بكل بساطة، والاستغناء عن واحد من أكثر المسؤولين اليمنيين الذين خدموا التحالف.
لا توجد مشكلة لدى السعودية والإمارات في الاستغناء عن كل متخادم معهم، فلن يكون هناك من هو أكثر من عبدربه منصور هادي حقق للتحالف ما لم يحلم به في اليمن، ومع ذلك أبعدوه بشكل مهين، ولا أحد يعلم مصيره ومصير أسرته الآن.
هي رسالة كافية للذين يقدمون مصالح الدولتين على مصالح اليمن، أن المصير سيكون مذل ومهين لهم وعلى أيدي من يعملون معهم، لكن إذا فضل المسؤول اليمني بلده وشعبه ووطنه مثل جباري والميسري والجبواني وبن عديو ورمزي محروس، قد يُقال في ظل سيطرة التحالف على مفاصل الحكم في اليمن، لكن سيحتفظ لنفسه برصيد شعبي سيؤهله للعودة بقوة وبدعم شعبي في حالة وجود انتخابات، أما الذين خدموا التحالف سيكون الشعب أكثر بعداً عنهم ولن تُتاح لهم فرصة العودة المسؤولية بعد خروج التحالف.