هل توقف المجلس الرئاسي أمام هذا التصريح ، وهل تساءل عما يعنيه ليندر كينج ، بقوله إن الحوثيين فشلوا في السيطرة على مأرب ، رغم الحشد العسكري الكبير ، مع أن المعنى واضح ولا لبس فيه ، فهو يبعث برسالة للحوثيين، تقول هذه الرسالة إننا انتظرنا كثيرا ولم تحققوا ما التزمتم به أمام الإدارة الأمريكية في إسقاط مأرب ، التخادم الحوثي الأمريكي واضح جدا من خلال وقوف الإدارة الأمريكية إلى جانب الحوثي ورفضها إدراجه في قائمة الجماعات الإرهابية ، إضافة إلى منع الشرعية من استرداد الدولة ، تحت لافتة السلام وإجبارها على الجلوس مع الحوثي ، ليملي شروطه عليها .
في سياق حديث ليندر كينج ، قال إن واشنطن تعترف بحركة الحوثي طرفا شرعيا في اليمن وعلى المجلس الرئاسي أن يضع تحت طرفا شرعيا مائة خط ، داعيا في الوقت نفسه المجتمع الدولي إلى الضغط على الحوثيين لإيقاف العمليات الهجومية في مأرب ، مختتما حديثه بأن واشنطن شجعت السعودية على إنهاء الصراع في اليمن ، وكأن مهمة واشنطن تخفيف الضغط على الحوثي ، ومهمة المجتمع الدولي الذي لا وجود له الضغط على الحوثيين وإقناعهم بإيقاف هجومهم على مأرب .
وعلى رأي الكاتب الصحفي المتميز ، غمدان أبو أصبع ، إننا وقعنا ضحية لشلة من الأدعياء الزائفون ، طرف يدعي تحرير القدس والموت لأمريكا وإسرائيل ، وطرف يدعي عاصفة الحزم والقوس الذهبي ، وفي الأخير التقى الطرفان في شارع الستين في تعز ، فلا عاصفة الحزم رفعت العلم في مران ولا الحوثيون فتحوا القدس ، فجميعهم في عمان يتفاوضون على فتح الستين في تعز..لقد خضنا حربا لا مشروع سياسي لها يمكننا من تحديد أهدافنا .
تقدم الشرعية التنازلات تلو التنازلات ولا يلمس المواطن اليمني مقابلا لهذه التنازلات ، أوهمونا بوديعة مقدارها 3 مليار دولار مقابل فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة واعتماد جوازات الحوثي ، تحقق فتح المطار والميناء والجوازات ولم يدخل البنك المركزي دولارا واحدا ، يستكثروا على الشرعية مطالبتها بفتح طريق ويمنعونها من ممارسة حقها في استرجاع الدولة لصالح عصابة إرهابية ، ثم يريدون إقناعنا بأنهم مع السلام في اليمن .
الأخطر في العملية كلها ، هو السكوت على فتح معسكرات لاستقبال آلاف الأطفال من قبل عصابة الحوثي الإرهابية لتفخيخ عقول هؤلاء الأطفال ، لضمان ديمومة زراعة وإنتاج مشاريع الموت ، هناك معلومات تؤكد التعاون بين الحوثيين والأمريكان وبرعاية الأمم المتحدة ، لتزويد أمريكا بمقاتلين يقاتلون في أوكرانيا وقد تم نقل أول دفعة من هؤلاء المقاتلين إلى هولندا ومنها إلى أوكرانيا للقتال ضد الروس هناك .
الأمريكان يحشدون مع الحوثي إلى جبهات تعز ومأرب ، استعدادا للمعركة القادمة ، والسعودية والإمارات تعملان على تصفية الشرعية بكل قوة ، كانوا يقولون بالأمس إن الخلل والفساد في عبد ربه الذي قيدهم باتفاق ستوكهولم ، هاهم قد غيروا هادي وجابوا رئيس وغيروا النائب وجابوا سبعة نواب ، ومع ذلك مازال اتفاق السويد قائما وصنعاء بيد الحوثي ، يأخذون مننا كل شيء ولا يعطوننا شيئا ، أطلب من رشاد العليمي أن يسأل السعودية والإمارات ، ماذا يريدون مننا مقابل تحرير صنعاء ، حتى نعطيهم إياه ، فالسكوت وتقديم التنازلات على حساب الحق الطبيعي للشرعية اليمنية ، سيجعلنا ندفع أثمانا يصعب بعد ذلك استرجاعها .