الإخوة وفد الشرعية لمفاوضات فتح طرق تعز المحترمون
بعد التحية و السلام.. نثق أنكم أهل للمهمة التي انتدبتم لها، و أنكم على مستوى المسؤولية التي تدرِك عن معايشة، وتعي عن معرفة و دراية معاناة ثماني سنوات عاشتها تعز تحت ظلال البارود، و لهيب المدافع ، و في مواجهة حرب فرضت عليها ظلما و عدوانا دون أن يكون لتعز - كما للجمهورية - أدنى سبب في إشعالها؛ إلا أن يكون الدفاع عن النفس الذي تؤيده الشرائع السماوية ، والقوانين و الأعراف الدولية سببا؛ فهذا مما لا يجرؤ أن يقوله أحد مهما بلغ إجرامه ، بغض النظر عن رخاوة موقف المجتمع الدولي ، أو خذلانه مدة طويلة لتعز، أو صمته عن حصار - مايزال - منذ اكثر من سبع سنوات.
الإخوة وفد الشرعية الأمناء :
لستم بحاجة لأن يذكركم أحد، بأنه قد تم فتح مطار صنعاء، و ميناء الحديدة ؛ ليقوما بخدمة مليشيا الحوثي لا غير ؛ لأن الطرق المغلقة ستحول دون استفادة اليمن ، و اليمنيين منها، كما لن يستفيد منها المواطن العادي في مناطق سيطرة المليشيا، كما لم يستفد الموظفون هناك من عائدات ميناء الحديدة أو عائدات النفط الذي حملته السفن ليتحول للسوق السوداء، و دعما لمسمى المجهود الحربي.
وفوق ذلك السماح بالسفر دون جوازات رسمية، كل ذلك دون أن يتم تحقيق شيئ واحد مقابل ذلك لطرف الشرعية، وهو الأمر الذي يترتب عليه موقفا واضحا، و مطلبا مشروعا : أين المكسب المتحقَّق للشرعية إزاء تلك المتحققة لجماعة المليشيا.
أكثر من سبع سنوات عجاف و تعز محاصرة، و الطرق إليها مغلقة، و المجتمع الدولي بلا موقف من ذلك.
وهذا واضح في أذهانكم و لدى العالم.
إن من يده في النار، ليس كمن يده في البرّاد، و يحدث أحيانا أن يتم ضخ تسريبات إعلامية من هنا أو هناك بهدف التأثير، و تمرير إيحاءات سلبية، و لو على حساب الحق و الحقيقة.
ستجلسون للحوار، و ليس عليكم أي ضغوط ؛ لأنكم لم تحصلوا على شيئ بعد، فيما الطرف الذي أشعل الحرب قد قبض الكثير، فلا مجال للمساومة .
دعوا نصب أعينكم أن أي بنود، مرحّلة إلى حين، أو متعلقة بسوف، و إجراءات محالة إلى وقت قادم .. إنما هو تتويه، و زحلقة إلى فراغ .. ولنا جميعا خبرات متراكمة في أن الحوثي لا يلتزم لأي اتفاق يتم على الإطلاق .
تذكروا في كل دقيقة أنكم تمثلون اليمنيين في كل أرجاء اليمن، و أن الملايين يتابعون و يراقبون عما ستكون عليه النتائج، و سيكونون في استقبالكم حين عودتكم ، فارسموا لليمن و لكم لوحة ذلك الاستقبال ... بل خطوا سِفرا ضاحكا مستبشرا في صفحات التاريخ بشموخ الأبطال و مواقف الرجال، في الانتصار، و الانحياز لليمن و الجمهورية.