يقدر عدد جرحى الحرب في اليمن بأكثر من مليون جريح، بعضهم من الحروب الستة التي خاضها المتمردون الحوثيون ضد الدولة وبعضهم من أحداث 2011، وأغلبهم من الحرب التي شنها الحوثيون من جهة والمملكة العربية السعودية والإمارات من جهة أخرى، جميع هؤلاء الجرحى تفتك الآلام بأجسادهم وتتفاقم كل يوم معاناتهم في ظل استمرار تهميشهم وعدم الاهتمام بهم.
هؤلاء الجرحى هم الشاهد الحي على بشاعة الحوثيين وبشاعة التحالف، هذا الرقم الكبير منهم يعبر عن فاجعة حقيقية للشعب اليمني ويعكس الروح الدموية التي تهدف إلى إلحاق أكبر قدر من الأذى الدائم لليمنيين، فالحوثي يريد التخلص من أكبر قدر من اليمنيين لسببين، أحدهما يتعلق باعتقاده بأنهم لم يقفوا معه أثناء شنه حرب على الدولة، والثاني أنه يريد قتل أعداد كثيرة منهم، كي تصبح سلالته هي الأكثرية، أما التحالف فيريد قتل أكبر قدر من اليمنيين وإعاقة من تبقى منهم، كي تضل آثار الحرب عالقة في أجسادهم.
أقترح تشكيل وزارة تختص برعاية هذه الشريحة التي أصبحت مرهونة للإعاقة الملازمة لها حتى آخر أنفاسها في الحياة وتعاني من عقوبات قاسية فرضتها آلة الحرب التي تديرها عصابة الحوثي والتحالف والتي حولت أجسادهم إلى إعاقات مختلفة خلفتها أسلحة الحقد على مدار السبع السنوات الماضية.
ولست بحاجة إلى التذكير بأن دول التحالف ملزمة بعلاج هؤلاء وفق القانون الدولي وفي الوقت نفسه يجب علينا رفع دعاوي قضائية على الإدارة الأمريكية والحكومة البريطانية كونهم باعوا للسعودية والإمارات صفقات أسلحة وسهلوا دخول مثلها للحوثيين بوصفهم المسؤولين عن مراقبة دخول الأسلحة إلى اليمن ، فتلك الأسلحة عبثت بأجساد اليمنيين ، سواء حقول الألغام التي زرعها الحوثيون أو صواريخه ، أو طيران التحالف الذي نكل باليمنيين في الأسواق وقاعات الأفراح والأحزان ، أو في استهدافه لمواقع الجيش ، تحت مسمى نيران صديقة أو أخطاء.
ولم تكتف عصابة الحوثي والتحالف بأدوات التنكيل فحسب، بل مازالوا يمارسون مختلف أشكال العدوان من إغلاق للطرق والمطارات ومنع السفر ، ولهذا فإنني ألفت نظر المجلس الرئاسي إلى هذه الشريحة والاحتفاظ بحقوقها كي تعيش بكرامة ، فهي تمثل الضلع الثالث من مثلث النضال والمقاومة إلى جانب الشهداء والأسرى ، وأدعو المجلس إلى إنشاء مدينة سكنية للجرحى بكامل المواصفات التي تتعلق بوضعهم الصحي وتأهيلهم الاجتماعي ، أعتقد أن هذه مطالب مشروعة وتنسجم ومكانة هؤلاء الذين يحملون على أجسادهم نياشين وأوسمة تشهد على جرائم الحوثي ومن ورائه دول الرباعية، سواء المنفذة منها أو الداعمة وأدعو إلى تخصيص يوم يسمى يوم الجرحى للفت الانتباه لهم.
*نقلا عن صفحة الكاتب في فيسبوك.