الشهيد الشيخ شوقي كمادي، معلم الناس الخير، الساعي ع الأرملة والمسكين، أحد رواد التنوير في مدينة #عدن، رجل القران، والمربي القدوة، القريب من الشباب الحريص عليهم، رجل العلم والعمل، ترصدته في مثل هذا اليوم رصاصات الغدر حينما كان يهم بدخول ثانوية مأرب في مديرية المعلا (مقر عمله) صباح الثلاثاء 13 فبراير 2018م،ضمن مسلسل الدم الذي اجتاح المدينة ولايزال، وذهب ضحيته المئات من الكوادر والكفاءات العلمية والعسكرية و التربوية وعلماء دين ورجال مقاومة وقادة رأي وغيرهم كثير.
الشيخ شوقي واحد من مئات الضحايا الذين حقهم لايزال ينتظر الإنصاف وإنفاذ العدالة من الأجهزة الأمنية و القضاء والنيابة وكل ذي صلة في هذا الملف الذي أصبح مثل الطفل اللقيط يستنكف الجميع عن الاعتراف به وحقوقه.
شكل ملف الاغتيالات نقطة عار اسود في تاريخ مدينة عدن، حيث يكتنفه الغموض والحقيقة المغيبة من أول وهلة ومنذ سقوط اول ضحية مرورا بإجراءات البحث والتحقيق المنعدمة مرورا بكشف المتورطين والقبض عليهم وصولا إلى محاكمتهم وإنفاذ العدالة بهم، غابت كل تلك الإجراءات والتفاصيل في هذا الملف دون توضيح من الجهات المعنية، وكأن الحقيقة يراد دفنها مع مرور الزمن مع حالة اليأس التي أصابت ذوي الضحايا.
يكفي أن نعلم أن متهما واحدا في أي من جرائم اغتيالات عدن لم يقدم إلى المحاكمة ولم يعلن في أي قضية عن أسماء المتهمين،باستثناء قضية اغتيال الشيخ راوي الذي سلمت محاضر تحقيقات النيابة إلى أسرته ومنها سربت إلى وسائل الإعلام، ولا يعلم عن مصير المتهمين في القضية اي شيء.
في هذه الحالة الاستثناء في العالم ربما، تقع كل الجهات المسؤولة ذات الصلة تحت طائلة الاتهام وسلطة الأمر الواقع، وكل من له قدرة على كشف الحقيقة وإنفاذ العدالة،ثم تقاعس عنها ولم يقم بواجبه، فهو متهم حتى يثبت العكس.
اكثر من 200 جريمة اغتيال لم تحرك ضمير الجهات المختصة ودفع ببعض أسر الضحايا الى إعلان تعثر سير العدالة في قضايا الاغتيالات محليا والسعي إلى تحريكها امام القضاء الدولي، كما اعلنت أسرة الشهيد اللواء جعفر محمد سعد محافظ عدن الاسبق.
إن الرهان على دفن ملف الاغتيالات عبر محاولات (التسييس) وتبادل الاتهامات لن يستطيع طمس الحقيقة ولا نسيان دماء الضحايا فالقضية اكبر من ان تنسى والام الأمهات الثكالى والزوجات المرملات والابناء اليتم، كفيل بابقاء وهج البحث عن الحقيقة مستمر مهما كانت الظروف و الضغوط.
هنا يجب أن نؤكد على الواجب الذي يقع على رجال الإعلام وأصحاب الكلمة و الناشطين والحقوقيين و المنظمات ذات الصلة في دعم أسر الضحايا في نضالهم لكشف الحقيقة والإبقاء على الملف متوهجا وحاضرا في التناولات الإعلامية وتوفير الارقام والاحصائيات والرصد والبحث والاستقصاء وغيره، للانتصار لحقوق ودماء أبناءهم المغدورين،هذا اقل واجب نحوهم.
رحم الله الشهيد شوقي كمادي ورفاقه من ضحايا الاغتيالات.
(وسيعلم اللذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)