"انت زيك زي الأمن المركزي" كلمات شجاعة قالها ثائر عدني شاب في وجه مسلحي من مليشيا الانتقالي بعد قمعها لاحتجاجات عدن السلمية بالرصاص الحي من مختلف أنواع الأسلحة ..
في الفيديو الذي انتشر في وسائل التواصل يوثق لحظة تاريخية كان الثائر يتمثل قوات الأمن المركزي ايام نظام علي صالح وهي تقمع فعاليات الحراك الجنوبي بقيادة عبدالحافظ سقاف والتي كانت مضربا للمثل في الوحشية والقمع لكل معارضي النظام السابق...
استحضار نموذج الأمن المركزي من قبل الثائر العدني وإسقاطه على مليشيا الانتقالي هو عبارة عن تطابق السلوك بين النموذجين في الوحشية والقمع، بل ربما كان نموذج الانتقالي أكثر وحشية لانه يتستر بشعارات جوفاء كاذبة مثل (التفويض الشعبي) و(الممثل الوحيد) والتي سقطت مع اول طلقة نار وجهها مسلحيه ضد شباب عدن السلمي الثائر بصدور عارية الذي يحتج على تدهور الخدمات والوضع المعيشي و انقطاع الرواتب وغيرها من الهموم المشتركة التي يعاني منها ذلك المسلح فوق الطقم الذي يطلق النار عليهم بكثافة غبية!!!
سقط المجلس الانتقالي يوم اباحت له عقليته قمع هؤلاء الشباب الثائر في عمر الزهور الباحث عن مستقبل يجد فيه أحلامه المتفتقة من عمق المعاناة التي يعيشها ..
ذلك أن في عدن انتفاضة شعب لا يستطيع احد منعها، يطالب بحق الحياة والعيش الكريم والحرية والاستقرار، لايمكن مقارنتها بمسيرات مسيسة لأهداف خاصة واجندات إماراتية ممولة بمال سياسي قذر..
فرق ايها السادة بين الشعب يواجه آلة القمع بصدور عارية وبين عبيد الامارات ..وهنا يكمن الفرق..
وأراني هنا أتمثل القول المأثور:
"إذا رأيت أنّ للأقزامِ ظِلاً طويلاً فاعلم أنّ الشمسَ في طريقها إلى المغيب...!"
ايها السادة إن عدن تنشقت الحرية دما احمر و دفعت ضريبة الشموخ آلافا من الشهداء والجرحى..لايمكن اليوم وبعد كل ذلك ان يتعامل مع ابناءها باستعلاء ونية الاخضاع و ترهيب اهلها بتلك التهم المعلبة التي لم تعد تنطلي على احد ..
فالذاكرة العدنية في اقوى حالاتها والرفض المجتمعي في المدينة لتكرار سلوك اي مليشيا وتحت اي لافتة كانت سيواجه بذات الطريقة التي ووجهت بها مليشيا الحوثي وصالح .."زيها زي الأمن المركزي" ع قولة الشاب الثائر العدني الشجاع الذي قالها مدوية وسيدونها التاريخ كمقولة خالدة في الوقت والمكان المناسبين..
انتفاضتكم مباركة
حافظوا على سلميتها وحضاريتها..
والله معاكم حاميا ونصيرا..