تم اعلاق بعض اقسام التاريخ بالجامعات اليمنية خلال السنوات الاخيره،. ومنها قسم التاريخ في جامعة عمران وقسم التاريخ بكلية التربية بزبيد بجامعة الحديدة. وخلال السنتين القادمتين اصبح من المؤكد ان بقية اقسام ستغلق. فما هي الاسباب من دون تشنجات وشعارات..؟ .
في اعتقادي يرجع الى اسباب عدة
اولا اهمال اقسام العلوم الانسانية من قبل الانظمة السابقة بشكل عام وجعلها تلحيق لاحق واطعام عاجز وترف زائد.
ثانيا فتح كليات تربية من دون استراتيجية وروى علميه للمستقبل فضخت عشرات الالاف اصبح مخرجاتها لا توظف التوظيف الصحيح ومن ضمنها اقسام التاريخ بها.
ثالثا عملت السياسة العامة للقبول بالجامعات اليمنية في السابق على وضع نسب متدنية جدا لقبول الطالب باقسام التاريخ وعلى سليل المثال عندما نسقت للقبول بقسم التاريخ بجامعة صنعاء في مايو 1993م وقدمت استمارة الثانوية نظر لي المسجل وقال نقبل خمسين فقط ويش اللي جابك هنا ...!!!!...نعم كان القبول لا يتجاوز حتى الان الستين وهو ادنى نسبة قبول فمن سيكتب التاريخ او سيدخل التاريخ .. الا من اقفلت امامه كل الابواب ولم يبقى الا قسم التاريخ .في حين نرى كثير من الدول تضع التاريخ في سياسة القبول الجامعي باعلى المعدلات (على سبيل المثال الجامعات السورية 85 في المائة) .
ثالثا وهو الاهم ان مخرجات قسم التاريخ لا مكان لها في التوظيف العام في الدولة وهذه سمعتها غي 2013 م من مدير الخدمة المدنية بالحديدة فاين سيذهب الخريج لهذه الاقسام بعد مضي اربع سنوات بالدراسة واغلبهم يعيد دراسته في اقسام علمية او مهنية ....والسياحة دمرت منذ 25 سنة خلت ...فاين سيعمل خريج تلك الاقسام ..
رابعا نظرة الأنظمة السابقة بل والنخب السياسية والاجتماعيه والاقتصادية لمخرجات اقسام التاريخ انها فائض لا قوى بشرية تحمل طاقات كامنة .
خامسا النظرة الشعبية العامة وتحول المفاهيم في عصر المادة وتوجيهه مستقبل ابنائهم الى الاقسام العلمية فقط لضمان مستقبل اولادهم ولكي لا يمروا بنفس ما مر به آبائهم بما فيهم من يتباكون على اغلاق اقسام التاريخ ومن ينتسبون الى التاريخ فالحق احق ان يقال اوجه ابني او ابنتي الى ما يضمن لقمة عيشه في المستقبل ولا يحتاج الى احد فهل من المعقول ان ادفع الملايين لتعليمه ثم اوجهه الى قسم لا مكان له في العمل ...
كنا نحلم في قسم التاريخ بجامعة الحديده ومعنا استاذنا البروفيسور عبدالمناف شكر النداوي اننا نعمل على التخصصات الدقيقة فواحد يدرس اسيويات وواحد امريكيات واخر افريقيات فاذا بنا الان وخلال الاربعة الاعوام الماضية لا يتجاوز طلاب كل مستوى الاثنين او الثلاثة او الاربعة واخيرا اصبح لدينا مستوى اخير .. والادهى والامر انك تدرس وتدرس وتدرس لتقف امام طالب يراك تثرثر بكلام لا يفهمه وهذا ما يحدث لبعض الطلاب ....