منذ مشاركة السعودية والإمارات في الحرب باليمن حتى اليوم صنفت الدولتان العديد من الكيانات والأفراد اليمنيين في دائرة الإرهاب.
أمس أصدرت الإمارات قائمة جديدة أدرجت فيها أفراد وكيانات يمنية اتهمتها بالإرهاب، ومن بين الكيانات شركة العمقي التي تستهدفها الإمارات للمرة الثانية، وكذلك شركات تابعة لشخص اسمه الجرموزي، بالإضافة لعدة شخصيات يمنية أخرى.
واضح أن عملية التصنيف غطت المناطق التي تتواجد فيها الإمارات في اليمن، وهي حضرموت، وهذا يعكس مدى تغلغل أبوظبي هناك، ويؤكد إلى أي حد تتصرف وتعبث، وتمارس مهاما بعيدة عن الدور الذي جاءت من أجله.
لم توضح الإمارات حيثيات هذ التصنيف، وأسبابه، ومبرراته، وأيا كانت المبررات التي ستسوقها، فالسؤال الطبيعي هنا: ماذا عن دور الحكومة اليمنية، والتنسيق معها؟
بالنسبة لشركات الجرموزي فأغلبها تعمل في مجال الشحن، وربما لذلك علاقة بالتعامل مع شركات إماراتية، أو مع الجانب الإماراتي مباشرة، وواضح من الاسم أن الشركة تنتمي لمحافظات الشمال.
بالنسبة لشركة العمقي فهي من الشركات التي تتعامل معها الحكومة، وعبرها يجري تسليم رواتب الموظفين والمتقاعدين في عدة مؤسسات حكومية بحضرموت الوادي والساحل.
الأسماء الأخرى أيضا الواردة في التصنيف الإماراتي لم توضح حيثيات اتهامهم بالإرهاب، ولم تقدم الإمارات أي معلومات عنهم.
هذا التصنيف الأخير من الإمارات لم تشارك فيه السعودية، رغم إن كل قوائم التصنيف السابقة صدر من الدولتين بشكل مشترك، وهذه المرة صدر عن الإمارات فقط، ما يوحي ربما بوجود تباينات حاليا.
التصنيف يعبر عن مصالح أبوظبي، ويتسق مع دورها، ويخضع لمزاجها في استهداف الأفراد والكيانات، ولا يمت لصلة للمصلحة اليمنية، بل إنه يسيء للموقف الحكومي، ويتطاول على اليمنيين، ويقدم اليمن كبؤرة للإرهاب والإرهابيين، ويعكس توغل الإمارات في اليمن.
والجميع يتذكر الأفراد والكيانات القطرية التي استهدفتها الإمارات من قبل بتصنيفها كإرهاب، ثم ذاب هذا تماما مع المصالحة الخليجية الأخيرة، واتضح أنه ليس سوى ورقة مكايدة وابتزاز لا أكثر.
كيمنيين بالتأكيد نرفض الإرهاب بكل وسائله وأشكاله، والمتورطين فيه، سواء كانوا أفراد أو جماعات أو كيانات، وبالقدر نفسه نرفض أن يتحول الإرهاب لأداة تركيع وتشويه يجري إلصاقها بأي طرف يمني لمجرد الاختلاف معه، أو عدم خضوعه لمزاج هذه الدولة، أو تلك.
لهؤلاء المصنفون مؤخرا من قبل الإمارات بالتأكيد روايتهم حول الخطوة الإماراتية، وننتظر مواقف موضحة منهم، لتتشكل الصورة ويتضح الوضع أكثر.
