الذين سارعوا لإثبات جريمة الحوثي والتأكيد على أنه المنفذ، أمام تكذيب الجماعة لها في البداية: هل هذه الجريمة الأولى التي ارتكبوها؟ وكأن هذه الميليشيا لم تحرق الأثيوبيين بالقنابل وأحكمت اغلاق المكان حتى لا يجدوا منفذا للنجاة، وكأن هذه العصابة لم تمثل بجثث القتلى وتعدمهم ميدانيا ووثقت ذلك في وسائل إعلامها، وكأنه لا يوجد لدينا محررين خرجوا مصابين بالشلل والإعاقات المستديمة، وكأنها لا تعذب المختطفين في السجون وتخرجهم جثثا مشوهة!
ليست الجريمة الأولى للحوثيين ولن تكون الأخيرة، هذه جماعة القتل عندها وإراقة الدماء مهنة محببة، وكل يوم تبتكر في تنفيذها وسائل وطرق عدة، إنها جماعة أساس وجودها الجريمة وإرهاب المجتمع لاخضاعه وسهولة إحكام السيطرة عليه، جماعة تقتل لأجل القتل، تتغذى على الدم، وتثبّت نفسها وسلطتها على مصادرة وإزهاق كم هائل من الأرواح، القتل فكرة تجري في شرايين هذه الجماعة وتستمد منه البقاء والإستمرارية.
لن تتوقف هذه الجماعة عن ارتكاب المجازر والمذابح، لأن توقفها يعني هزيمتها؛ هكذا توقن وهكذا تعتقد، وفي كل مرة تشعر أنها لم تعد محط اهتمام، تذهب لإحداث ضجيج على شكل جرائم متنوعة وفي أماكن عدة، بهكذا عمل تضمن البقاء في الضوء، وإعطاء وسائل الإعلام موادا خامة للتغطية، لأن قوتها مبنية على الإيغال في الجريمة ومستنقع الدماء، نقيضة للسلم والسلام وحقوق الإنسان، ووجدت في هذه المفردات والأفكار فرصة لتسويق نفسها واضاعة الوقت، بينما في الواقع هي عكس ذلك كله.