ليس في الحب البريء والعشق العفيف ذنبا كي نلفظه في زمن الوباء والبلاء ، وليس عليّ من حرج إن تغزلت بها - والناس خائفون - وإن لم تكن تعلم.
لن يموت العاشقون بفيروس يسكن رئتين ، وقد سكن قلوبهم فيروس أدهى وأخبث ، وهناك لا يزالون أحياء ، كل طموحهم ود ، ولقاء ، وجمع ، ووفاق.
أنا متيم كأولئك العاشقين ، مصاب بفيروس لا يُرى ككورونا ، تضيق بي الهموم والأحزان ، أتمنى رؤيتها وسماع صوتها ، وأنى لي ذلك ؟ كيف لي أن أعود إلى ذلكم المكان الذي رأيتها ذات صباح فيه ؟ علي أن أجدها ، وعلها تنتظرني .
ليتني يومها عرفت اسمها كي أسأل عنها ، ليتني سألت موظفة المكتبة عن تلكم التعزية التي أحببتها وحدثتكم عنها ، ترى هل لم تزل حيّة ؟ أم أنها ماتت من رشقات نظراتي . وإن كنتُ أعلم أن الفيروسات ستفرقنا ، وتغلق مكتبتنا الجميلة ، وجامعتنا الحبيبة ، ما تركتها حينئذ تذهب .
أحببتها قبل الوباء ، وسأبقى محبّا رغما عن كل بلاء ، خذوا الكمامات وبيعوها ، ودعوني أقابلها دون حجاب ، سأنتظر إلى أن يولي كورونا ، وأعود لكليتي وإليها، وما حلمت بشيء إلا وحققته بفضل الله ، وعما قريب ستباركون اللقاء وتعز خالية من الوحوش والشرور والأدواء .