كنا والحبُ ثالثنا نورًا يستضيء به الحائرون ، وقد كانت قمري وسراجي المنير ، لم أر ظلاما يسكنني -منذ بضع سنين- حتى غابت كغياب تلك النجوم . ووالله لن يدخل السعد قلبينا وقد مسّهما الألم حتى تعودين إليّ وأعود إليك ، ولولا أن قميصك على عيني ما كنت بصيرا .
فراقك يا حبيبة جعل صدري مشتعلا بالهموم والأحزان ، مبتلا بسيل مدامعي ، تجري الدموع في نحري وكأنها زيت به يزداد الاشتعال ويكثر الحريق.إنّ هذه الدموع حبيبتي تكويني وهي تسيل كالماء ، فأيّ سعادة سينالها أحدنا ؟ وقد ابتعدنا! لن يكون ذلك كذلك ، ولو صرنا ملوكا ، سعادتنا الحقيقة أن تعودين وتزهرين في شتى روابي كياني .
سأفقد عقلي إن لم أمت ، سأسير في نواحي هذه البلاد كأولئك المجانين ، سأكل من القمامات بعد إن كان أكلي من طيب طعامك وحسن صنيعك ، سأفترش الأرصفة ، ولتعطف علي تلك النسوة اللاتي كنتِ بالأمس تغارين منها. سيقولن : إنني مجنون ليلى .
أنتِ مثلي تتوجعين ، وتموتين في اليوم الواحد أكثر مني ، أعلم هذا علم اليقين ، وهذه هي فرصتنا الوحيدة في تخليد حبّنا وعشقنا ، يقولون :" لكل زمان عشاقه" ، وهذا هو زماننا يا حبيبة، لنمت معا ، وليكن التراب مجتمعنا ، وهنالك لن يقض مضجعنا أحد ، حتى منكير ونكير سيتركونا وحبّنا.